أمريكا بين الجليد والنار.. عاصفة ثلجية وجحيم الحرائق يضرب أكبر الولايات

أمريكا بين الجليد والنار.. عاصفة ثلجية وجحيم الحرائق يضرب أكبر الولايات
حرائق أمريكا

تقف الولايات المتحدة في صراع غير متكافئ، بداية من الحرائق التي تشتعل في كاليفورنيا، وعلى الجانب الأخر ثلج غير مسبق ودرجات حرارة تتجاوز السالب 35 درجة.

في السطور التالية من موقع "صوت المجلة"، نستعرض ماذا يحدث في بلاد العم سام، وكيف انهارت البنية التحتية للولايات المتحدة، وهل أصبحت هذه الكوارث علامة على تغيير مناخي؟

العواصف في أمريكا

تسببت العواصف في أمريكا في إلغاء أكثر من 1200 رحلة جوية مع إلغاء المطارات الكبرى مثل مطار تلا هايسي الدولي، ومطار هوبي، إضافة إلى شلل كامل في موانئ حيوية مثل ميناء هيوستن الذي يعتبر من أكبر موانئ الشحن البحرية في البلاد.

خسائر بشرية ومادية

تسببت الظروف القاسية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في وفاة ما لا يقل عن 27 شخصا، بينما سجلت أوستن بولاية تكساس حالتين بسبب انخفاض حرارة الجسم.

بينما شهدت مقاطعة زلفا حادث تصادم كبير، أدى لسقوط ضحايا ونتيجة لتلك الظروف أطلقت السلطات نداءات عاجلة للسكان بالبقاء داخل منازلهم وتجنب الطرق والجسور التي اصبحت خطرة للغاية.

انقطاع الكهرباء وشلل الخدمات

امتد تأثير العاصفة ليشمل انقطاع الكهرباء عن 46 مليون شخص، ما زاد من معاناة السكان، حيث قاربت درجات الحرارة السالب 29 درجة في أوماها بولاية نبراسكا، وتسببت تساقط الثلوج والجليد في اغلاق عشرات الطرق والجسور وتعطيل حركة النقل تمامًا.

كما كانت ولاية كاليفورنيا تحت رحمة الرياح والحرائق، بينما يكافح الجنوب الأمريكي العواصف الثلجية، حيث تواجه كاليفورنيا خطرا من نوع أخر، حيث اندلعت حرائق غابات جديدة نتيجة رياح، أدت إلى انتشار النيران بسرعة في المجتمعات السكنية.

خسائر لوس أنجلوس

تسببت الحرائق في لوس انجلوس لانتشار النيران بسرعة في المجتمعات السكنية، حيث تسبب الحرائق في مقتل 27 شخصا وتدمير أكثر من 14 ألف مبنى مع استمرار التحذيرات من رياح قوية، تؤدي إلى اندلاع المزيد من الحرائق، مما يشكل تهديدا مباشرا للأرواح والممتلكات.

اللون الوردي في لوس أنجلوس

اصبحت شوارع لوس أنجلوس وأسطح المنازل مغطاه بلون وردي، ولكنه ليس مجرد لون بل هو جزء من معركة شرسة ضد حرائق الغابات المدمرة.

حيث تعرف هذه المادة باسم فاست شيك، وهي مثبط لنيران يستخدم منذ عام 1963، وتعد اليوم اكثر المواد استخداما.

وسر وجود اللون الوردي، هو تسهيل عملية الطيارين ورجال الأطفاء في تحديد المناطق التي غطيت بالمادة.

لا تطفئ فاست شيك الحرائق مباشرة، لكنها ترش مسبقا لتغطي النباتات والأسطح القابلة للاشتعال، فتمنع الأكسحين من تغذية النيران بفضل تركيبتها من أملاح مثل أمونيا وفوسفات، حيث تعتبر أداة فعالة تدوم طويلا حتى في الظروف الجافة.

وتشير بعض التقاير إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في هذه المادة بما في ذلك المعادن الثقيلة، قد تكون سامة.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأبحاث تشير إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في المثبطات سامة، مما يؤثر على الحياة البرية، وحتى صحة البشر. 

وفي عام 2022 رفع مجموعة من موظفي الغابات دعوة قضائية ضد استخدام المادة، مدعية أن رشها ينتهك قوانين المياة  النظيفة، ورغم ذلك سمح القضاء بمواصلة استخدامها مع فرض القيود ببيئة صارمة.

كما أن إحدى المشكلات البارزة هي تنظيف المادة حينما تجف، حيث تصبح إزالتها تحديا حقيقيا يوصى باسخدام غسالات الضغط القوية والماء الدافئ والصابون لتنظيف الأسطح الصغيرة مثل السيارات وصناديق البريد، لكن بالنسبة للمنازل قد يستغرق الأمر وقتا أطول.

استجابت إدارة الغابات الأمريكية للانتقادات عبر تحسين تركيبة فاست شيك لتكون أقل سمية.

قيود على الاستخدام

وفرضت قيودا على استخدامها في المناطق البيئة الحساسة ومع ارتفاع وتيرة الحرائق يبقى التحدي قائما لموازنة فعالية هذه المواد وتأثيراتها البيئة في معركة البقاء ضد حرائق الغابات.

تظل فوست شيك إداة لا غنى عنها، لكنها تذكرنا بأن لكل إنجاز وجهين وجه يحمل الأمل ووجه آخر، يدعونا للحذر .

حيث أن حرائق الغابات ليست مجرد كارثة بيئية بل تمتد تأثيراتها إلى أبعاد غير متوقعة من أزمة طاقة كبرى تهدد النفط والغاز في الولايات المتحدثة إلى قصص اعجازية مثل نجاة منزل باعجوبة وسط النيران المشتعلة في لوس أنجلوس وحتى الطيور الجارحة التي ظهرت في سماء كاليفورنيا اثارت تساؤل في دورها في مواجهة السنة اللهب.

 اقرأ أيضًا..

بعد حرائق لوس أنجلوس.. هل تنبأ النبي محمد بهذه الكارثة منذ 1400 سنة؟

بعد حرائق كاليفورنيا.. بركان يلوستون العملاق يهدد ولاية أمريكية كاملة

نجى بمعجزة إلهية.. حقيقة المنزل الذي تحدى الحرائق في لوس أنجلوس | ما القصة؟

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من