قصة المنافسة الشرسة بين أبل وسامسونج لا تنتهي.. رحلة التطوير والأرباح

التنافس بين أبل وسامسونج هو واحد من أشد المنافسات حدةً وشهرةً في عالم التكنولوجيا، وتلك الشركتين العملاقتين القوتين الدافعتين لسوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث تسعيان باستمرار لتقديم أحدث الابتكارات وتجاوز منافسهما، وفيما يلي، نستعرض لكم قصة التنافس بين أبل وسامسونج.

 

النشأة والتأسيس

ولدت أبل في جراج صغير بوادي سيليكون، حيث أسست في عام 1967 على يد كلا من ستيف جوبز وستيف زوياك ورونالد واين، حيث تم تقديم حاسوب شخصي يستطيع أي شخص استخدامه بسهوله.

وجاء إطلاق أبل 2 بمثابة انفجار في عالم الحوسبة ليضع أبل على خريطة شركات التكنولوجيا الناشئة لكن التحول الأكبر حدث في عام 2007 عندما أطلقت الشركة أول هاتف ذكي أيفون، الذي لم يكن مجرد هاتف بل كان بوابة لتغيير كيفية التفاعل مع العالم.

وعلى الجانب الأخر بدأت قصة سامسونج بشكل مغاير تماما؛ حيث تأسست في عام 1938 على يد لي بيونج شول كواحدة من الشركات المصدرة للمنتجات الغذائية في كوريا الجنوبية، ولم يكن في بدايتها ما يوحي بأنها ستكون من أكبر شركات التكنولوجيا، ولكن في ستينيات القرن الماضي قررت سامسونج التحول إلى الإلكترونيات، وهكذا بدأت رحلتها الطويلة نحو امبراطوريتها التقنية، وتفوقت في مجالات مثل تصنيع الشرائح الإلكترونية والشاشات المتقدمة والهواتف الذكية.

تطوير شركتي أبل وسامسونج

تعتمد أبل على نهج صارم في التحكم بكل جوانب منتجها iOS هو نظام التشغيل الخاص بأبل، وهو نظام مغلق يسمح للشركة بتقديم تجربة مستخدم سلسة ومتكاملة بين أجهزتها المتعددة من الأيفون إلى الأيباد، وحتى أجهزة الماك.

وهذا التكامل يؤكد المستخدمين يحصلون على تجربة منتظمة؛ حيث تعمل كل الأجهزة بسلاسة مع بعضها البعض، ما يعزز ولاء المستخدمين ويجعلهم أكثر ارتباطا بالنظام البيئي الخاص بأبل.

ولم تعتمد أبل فقط على الأجهزة بل طورت نموذجًا تجاريا يستند الى الخدمات مثل أي كلاود iCloud وأبل ميوزك ‏Apple Music، وهي خدمات تعتمد على التكامل الشامل بين البرمجيات والأجهزه.

أما فيما يخص شركة سامسونج، فتعتمد على نظام اندرويد وهو نظام مفتوح المصدر طورته جوجل، مما يسمح لك بحرية تخصيص أكبر وتجربة مستخدم متنوعةـ

وتضم عائلة أبل أكثر من 1.5 مليار مستخدمٍ مترابط في نظام بيئي متكامل يجمع بين الآيفون والأيباد وغيرها من الأجهزة، مما يخلق تجربة مستخدم سلسة وولاءً لا يتزعزع.

بينما تقدم سامسونج قاعدة متنوعة من 1.5 إلى 2 مليار مستخدم مما يمنحها القدرة على تلبية احتياجات شريحة كبيرة وواسعة من المستهلكين.

اقرأ أيضًا: حرب شرسة بين مايكروسوفت وجوجل على الذكاء الاصطناعي.. صراع مستمر وأرباح خرافية

القوة الاقتصادية بين أبل وسامسونج

تتربع أبل على المشهد بقيمة سوقية استثنائية تبلغ 3.25 تريليون دولار، مما يجعلها الأيقونة الأكثر قيمة في عالم الأعمال.

و تواجه سامسونج تحديات كبيرة إذ تقدر قيمتها السوقية بحوالي 440 مليار دولار ما يبرز الفارق الهائل بين سامسونج وأبل، وهذه الفجوة تعكس تفوق أبل على سامسونج.

محطات مراحل أبل وسامسونج

مرت أبل وسامسونج بالعديد من المحطات التنافسية المثيرة، حيث بدأت بوادرها في عام 2011، عندما اشتعلت الحرب القانونية بينهما، عقب قيام أبل برفع دعوة ضد سامسونج بتهمة انتهاك براءات اختراع تصميم واجهة المستخدم.

وزاد التوتر مع إطلاق أيفون 5، حيث حاولت سامسونج استغلال نجاح أبل من خلال سلسلة جلاكسي S مما جعلها تتنافس بشراسة على حصة السوق.

وبحلول 2013 استحوذت سامسونج على النسبة الأكبر من مبيعات الهواتف الذكية، مما أثار قلق أبل ودفعها الى تطوير استراتيجيات جديدة، ثم جاءت 2019 كمرحلة فائقة، حيث أطلقت سامسونج هواتفها القابلة للطي مثل جلاكسي فولد مما عزز سمعتها كقائد في الابتكار التكنولوجي.

وزاد التنافس عام 2023 مع إطلاق أبل لنظام فيجن برو، الذي يقدم تجارب معززة ومتطورة، بينما تستثمر سامسونج في تطوير معالجات EXynos Ai لتحسين أداء الأجهزة المحمولة.

وهذا الصراع المستمر يظهر التزام كل شركة بالابتكار والتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، ويسعى كل طرف لكسب ولاء الجماهير.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من