انقلاب الابن على أبيه.. قصة نهوض قطر الاقتصادية من الرمال إلى الذهب

تعد قصة نهضة قطر الاقتصادية، واحدة من النماذج التي يُحتذ بها، لكيفية استغلال الدولة مواردها بشكل مثالي، لتصبح من قوى العالم اقتصاديًا، لا سيما حينما تعرف أن انقلاب الابن على أبيه، كان عاملًا أساسيًا في ظهور دولة قطر، بالشكل التي تظهر عليه الآن، وآخرها إبهار العالم بسبب الطريقة، التي اتبعتها في تنظيم المونديال، وكل هذه الأسرار والخبايا من قصص نهوض الدول، يمكنك معرفتها من خلال موقع "صوت المجلة".

قصة نهوض قطر الاقتصادية من الرمال إلى الذهب

يمكن تشبيه قصة صعود قطر الاقتصادية، بأنها جوهرة صغيرة تألقت وسط صحراء كبرى، وظلت تستمر في إنجازاتها حتى أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فكيف حولت قطر الرمال إلى الذهب؟، ذلك هو السؤال الأهم، حيث كانت جزءًا من حضارات متعاقبة شهدتها منطقة الخليج العربي، ثم برزت ككيان مستقل عند تأسيس دولة قطلا الحديثة على يد الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، الذي نجح بدوره في توحيد القبائل القطرية تحت راية واحدة، ولكن قيام الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية، أثر عليها مثلها مثل باقي دول العالم.

ظهرت قطر بعد ذلك كمحمية بريطانية بتولي بريطانيا الشؤون الخارجية لها، مقابل بعض التنازلات الاقتصادية، واستمر الوضع على هذا الحال حتى عام 1971، عندما حصلت على استقلالها الكامل، لتتحول من اعتماد اقتصادها بالكامل على صيد اللؤلؤ والتجارة البحرية وصيد الأسماك، لتكون لها دورًا حيويًا في تجارة التوابل، ألا أن التحول الأهم كان عام 1939 في عهد الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، باكتشاف النفط في أحد الحقول، ليحدث تحولًا في اقتصاد قطر من مجمتع اعتماده الكلي على الصيد والغوص إلى قوة اقتصادية كبرى ناشئة.

وبدأت قطر في تعزيز الهوية الوطنية وبناء المؤسسات الحكومية الأساسية، وإقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من دول العالم، كذلك ساهمت في تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، وحرب تحرير الكويت عام 1990، واستكمل الشيخ خليفة هذه المسيرة بإنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال، وهو ثاني أكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، إلى جانب اهتمامه بالتعليم والصحة، فأنشا جامعة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، وإنشاء الخطوط الجوية القطرية، والاهتمام بالرياضة بإنشاء ملعب خليفة الدولي عام 1976، ثم تنازل عن العرش لنجله رغم عدم وفاته، والذي بدأ بدوره في الاعتماد على سياسة الانفتاح خارجيًا، وتقوية العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي وأوروبا وأمريكا، واستمر الحال في االتطور على جميع المستويات خلال 18 عامًا حكم فيها الشيخ حمد الدولة القطرية.

كيف أثر انقلاب الابن على أبيه في قصة نهوض قطر؟

قام الشيخ تميم بن حمد آل الثاني عام 2013، بانقلاب سلمي على أبيه، وتولى الحكم رسميًا، ليستكمل مسيرته في البناء والتطوير، ونمو الاقتصاد القطري في عهده بشكل غير مسبوق، وعرفت قطر على يده الاكتفاء الذاتي من الغذاء، واحتلال صندوق قطر الاستثماري المرتبة الـ 10 بين أكبر الصناديق عالميًا، وتصدر الخطوط الجوية القطرية، قائمة أفضل شركات الطيران في العالم، واختيار مطار حمد الدولي كأفضل مطار في العالم، وكذلك اهتم الابن الشاب بالبترول، بتوسيع حقل الشمال.

وأخيرًا أصبحت قطر قبلة المسابقات والبطولات الدولية في مختلف الألعاب، وأبرزها استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، الحدث الأبرز عربيًا وعلى مستوى الشرق الأوسط ككل، حيث قدمت خلالها صورة مغايرة لتلك التي يحاول الغرب ترويجها عن المسلمين، فعملت قطر على استغلال الحدث البارز لتعزيز التسامح والتعريف بالإسلام إلى أن صُنف بأفضل مونديال في التاريخ؛ لتثبت قطر بكل هذه الإنجازات أن الدول الصغيرة يمكنها أن تحقق إنجازات كبيرة، وأن انقلاب الابن على أبيه، قد ساهم في تحول تاريخ البلاد إلى ما هي عليه الآن.