حرائق كاليفورنيا.. كارثة طبيعية تهدد شريان الحياة للاقتصاد الأمريكي

في قلب مشاهد الدمار والنيران التي تلتهم كاليفورنيا، لا تقف الكارثة عند حدود المنازل والغابات فحسب، الآن تواجه أمريكا تهديدًا أخطر من مجرد حرائق الغابات، تهديد يمس شريان الحياة، يرصد لكم موقع "صوت المجلة" الخسائر التي تعرضت لها أمريكا جراء حرائق الغابات.

كيف تحولت الحرائق إلى تهديد اقتصادي؟

وسط السنة اللهب التي تحاصر مدينة لوس أنجلوس وتدمر كل شيء في طريقها، تقف مصافي النفط الكبرى في وضع لا يُحسد عليه، مهددة بالعزل عن شبكات الإمداد الحيوية، هذه الحرائق ليست مجرد كارثة طبيعية، إنها تهديد بتعطيل الطاقة وإغلاق المصافي وخلق أزمة وقود تمتد إلى ولايات بعيدة عن مركز الكارثة.

تشهد كاليفورنيا واحدة من أعنف حرائق الغابات في تاريخها، دمار يمتد على مساحة أكثر من 43 ألف فدان، وآلاف المنازل والمنشآت تحولت إلى رماد، ولكن الكارثة لم تقف عند حدود البنية التحتية والمنازل؛ إنها تضرب الآن قلب الاقتصاد الأمريكي.

مصافي النفط في لوس أنجلوس، التي تمثل شريان حياة للطاقة في الساحل الغربي، تواجه تحديًا هائلًا، انقطاع خطوط الأنابيب وانخفاض إمدادات النفط الخام والبنزين والغاز الطبيعي يهدد بتعطيل إمدادات الطاقة في عدة ولايات.

إغلاق خط أنابيب "كيندر مورغان ويست"، الذي يزود 60% من المنتجات المكررة في نيفادا وثلثي استهلاك أريزونا، يكشف حجم الخطر. ومع استمرار الحرائق، تواجه الولايات المتحدة خطر اضطراب أوسع في شبكات الطاقة والبترول.

مصافي النفط في خطر

مصافي التكرير في منطقة لوس أنجلوس ولونغ بيتش، التي تمثل 60% من طاقة التكرير في كاليفورنيا و40% من طاقة الساحل الغربي، قد تضطر إلى خفض معدلات الإنتاج بسبب تراكم المخزون وعدم القدرة على تشغيل خطوط الإنتاج، كل هذا يؤدي إلى ارتفاع متوقع في أسعار البنزين والديزل.

يحذر الخبراء: إذا لم تتم السيطرة على الحرائق، فإن الاقتصاد الأمريكي بأكمله قد يتأثر، ارتفاع أسعار الوقود، انقطاع الإمدادات، وتعطيل شبكات التوزيع يمكن أن يشكل ضربة قوية على المستوى المحلي والوطني.

أين اشتعلت النيران؟

اندلعت سلسلة من الحرائق الضخمة والصغيرة، مكونة حلقة نار حول مدينة لوس أنجلوس، وأكبر هذه الحرائق حريق بليسا ديس، يمتد على طول ساحل المحيط الهادئ غرب وسط المدينة، وقد التهم حتى الآن أكثر من 3700 فدان.

حريق سان غبرييل، يقع شرق المدينة في جبال سان غبريل شمال باسادينا، وأحرق أكثر من 14,000 فدان، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف، أما حريق مقاطعة فنتورا، بدأ شمال غربي لوس أنجلوس مساء الاثنين، وأحرق 56 فدانًا بحلول يوم الثلاثاء.

الأعاصير النارية كارثة جديدة

فيما يكافح رجال الإطفاء تحديات الحرائق المستعرة، تلوح في الأفق ظاهرة نادرة وخطيرة، حذرت هيئة الطقس الوطنية من أن مزيج الرياح العاتية والأجواء شديدة الجفاف قد يخلق ظروفًا بالغة الخطورة، حيث يمكن لأي حريق جديد أن يتوسع بسرعة مذهلة.

حرائق كاليفورنيا ليست مجرد أزمة بيئية، إنها اختبار حقيقي لقدرة أمريكا على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى.

بحسب صحيفة واشنطن بوست، تقدر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الحرائق بحوالي 150 مليار دولار، وأفادت "جيمي باور"، المحلل في بنك "جي بي مورغان"، أن خسائر التأمين على الممتلكات وحدها ستتجاوز 20 مليار دولار.

الحرائق غطت مساحة تقدر بواحد وأربعين كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل تقريبًا حجم مدينة سان فرانسيسكو، كما تسببت في نزوح ما لا يقل عن 180 ألف شخص تحت أوامر الإخلاء، بينما تلقى حوالي 200 ألف شخص أوامر بالإخلاء دون تنفيذها بعد.

أضرار المشاهير والمعالم البارزة

مشاهد أشبه بالجحيم على الأرض، لهيب يلتهم كل شيء في طريقه وسماء تتوهج بلون النار، حتى مشاهير هوليوود الذين اعتادوا على حياة الرفاهية والبريق وقفوا عاجزين أمام قوة الطبيعة الجبارة.

حرائق الغابات لم تفرق بين نجم صاعد أو مخضرم، بين أبرز المتضررين توم هانكس، ستيفنز بيلب، وبن أفليك، فقد فقدوا منازلهم في ماليبو.

بيرس هيلتون، وريثة إمبراطورية فنادق هيلتون، كتبت في تغريدة: "حسرة القلب لا توصف حقًا"، وبيلي كريستل، فقد منزله التاريخي في باسيفيك باليساديس.

هذه الكارثة ليست مجرد حرائق غابات، إنها مأساة إنسانية تعيد تشكيل الأولويات، بينما يحاول البعض استعادة خسائره، انضم آخرون لجهود دعم المجتمعات المتضررة، حيث تعهدوا بتقديم المساعدات اللازمة.

اقرأ أيضًا:

معجزة حرائق أمريكا و القرآن الكريم..الشيخ يسري عزام يكشف حكم الفرح والشماتة

الطيور الجارحة وألسنة اللهب.. هل هي جندٌ من جنود الله في حرائق أمريكا؟

عالم أزهري يكشف مفاجأة.. حرائق أمريكا رسالة إلهية وليست صدفة!

تأملات في حرائق أمريكا.. هل هي رسالة إلهية أم مجرد كارثة طبيعية؟