من فئة رجال الأعمال للاختفاء.. كيف فشلت بلاك بيري في الاستمرار بسوق الهواتف الذكية؟

ظهرت شركة صغيرة تدعى "ريم" تحمل فكرة ثورية غيرت طريقة تواصل الناس في سنوات قليلة، وهي إطلاق هاتف بلاك بيري، ولم يكن مجرد هاتف بل كان مساعدًا شخصيًا رقميًا مصممًا لرجال الأعمال والمهنيين.

 

مميزات بلاك بيري

لوحة المفاتيح الفيزيائية المميزة والبريد الإلكتروني الفوري والرسائل النصية القصيرة، كل هذه المميزات جعلت بلاك بيري أداة لا غني عنها في العالم.

الأعمال والأمان كان من أهم أولويات بلاك بيري مما جعله الخيار المفضل لدى الحكومات والشركات الكبرى.

كانت بلاك بيري تستمر مليارات الدولارات سنويا في البحث والتطوير مما سمح لها باطلاق منتجات مبتكرة باستمرار وصل عدد العاملين فيها إلى عشرات الالاف موزعين على مكاتب في جميع أنحاء العالم.

 

مبيعات بلاك بيري

حققت الشركة مبيعات سنوية بمليارات الدولارات، واحتلت حصة كبيرة في سوق اله الذكية، لكن في 2007 شهد العالم ثورة غيرت مسار صناعة الهواتف الذكية إلى الأبد، ومن أبرزها إطلاق هاتف الآيفون.

 

أول هاتف آيفون

وفي هذا العام أطلقت شركة أبل أول هاتف ايفون والذي قدم مفهوم جديدًا للهواتف الذكية بشاشته الكبيرة التي تعمل باللمس وواجهته البسيطة.

كان آيفون بمثابة الزلزال الذي هز سوق الهواتف ودفع الشركات الأخرى، إلى التطور، كما جعل شركات آخرى تهبط للقاع.

اقرأ أيضًا.. غيرت مستقبل الإلكترونيات في العالم.. تعرف على قصة نجاح شركة إنتل

اثر ايفون على عالم الاتصالات، فقد حول الهاتف من مجرد اداة للاتصال إلى جهاز شخصي متكامل يستخدم للتصوير ومشاهدة الفيديوهات والتصفح والتسوق والعديد من المهام الأحرى، كما انه دفع إلى ظهور العديد من التقنيات الجديدة مثل التعرف على الوجه والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، والتي اصبحت اليوم جزء من حياتنا.

لم تكن بلاك بيري وحدها تواجه هذه التحديات، فقط ظهرت شركات جديدة تحمل رؤية مختلفة للسوق، أبرزها سامسونج فبفضل استثماراتها الضخمة في البحث والتطوير، تمكنت سامسونج من تقديم هواتف ذكية بخصائص مبتكرة تجذب المستهلكين، في الوقت نفسه كانت سامسونج تعمل على توسيع نطاق هواتفها الذكية مستفيدة من نظام التشغيل أند رويد مفتوح المصدر.

هذه المنافسة الشديدة، أجبرت بلاك بيري على الابتكار بشكل أسرع لكنها لم تكن قادرة على مواكبة التطور السريع في السوق، بالوقت الذي كانت فيه بلاك بيري تعاني من تراجع مبيعاتها، كانت شركتي آبل وسامسونج تشهدان صعودًا كبيرًا.

تمسكت بلاك بيري بلوحة مفاتيح تقليدية ونظام تشغيل محدود، وجدت نفسها تتخلف عن الركب، لوحة المفاتيح الفيزيائية التي كانت ذات يوم ميزة تميزها اصبحت عاتقا اليوم أمام التطور السريع للشاشات الكبيرة.

نظام التشغيل الخاص ببلاك بيري رغم أنه كان موثوقًا، الا أنه كان مقيدا في قدراته، مقارته بنظام الاي او اس الجديد الخاص بإيفون واندرويد الذي كان يتطور بسرعة، ويتيح للمستخدمين تخصيص هواتفهم بشكل أكبر.

التطبيقات كانت محدودة العدد والجودة لم تستطع منافسه المكتبات الضخمة، للتطبيقات المتاحة على الأنظمة الأخرى مع ظهور المنافسين الأقوى، حيث بدأت مبيعات بلاك باري تتراجع بشكل حاد، وتراجعت أرباحها حتى تحولت لخسائر فادحة اضطرت الشركة إلى تسريح الاف العاملين وخفض استثمارتها بشكل كبير.

هناك شركات آخرى، سقطت بسبب عدم قدرتها على التكيف مع المتغيرات السريعة في السوق، وليس بلاك بيري فقط، ومنها شركة نوكيا، فالشركة الفلندية التي كانت يوما ما اكبر منتج للهواتف المحمولة في العالم، عانت من مصير مشابه لبلاك بيري.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من