كيف انتصرت عبقرية "خالد بن الوليد"على "مسيلمة الكذاب"؟

برزت معركة اليمامة كواحدةٍ من أشدّ المعارك ضراوةً وأهميةً. واجه فيها المسلمون جيشًا ضخمًا من المرتدين بقيادة مسيلمة الكذاب، الذي ادّعى النبوّة بعد وفاة النبيّ محمد.

وقعت المعركة في منطقة اليمامة، في شبه الجزيرة العربية، عام 11 هـ الموافق 632 م. قاد جيش المسلمين القائد الفذّ خالد بن الوليد، الملقّب بـ "سيف الله المسلول". واجه المسلمون جيشًا يزيد عدده عن 40 ألف مقاتل، بينما لم يتجاوز عددهم 12 ألفًا.

بدأت المعركة بهجومٍ عنيفٍ من قبل جيش المرتدين، إلا أنّ المسلمين صمدوا ببسالةٍ وشجاعةٍ فائقة. تميّزت المعركة بِحِدةِ القتالِ وضراوته، حيث سقط فيها العديد من الشهداء من كلا الجانبين.

برز في هذه المعركة دورُ خالد بن الوليد الاستراتيجيّ المُحكم، حيث استخدم تكتيكاتٍ عسكريةٍ ذكيةً قلبت مجرى المعركة لصالح المسلمين. فقام بتقسيم جيشه إلى ثلاثة أقسام، كلّ قسمٍ بقيادةِ صحابيٍّ مُجاهدٍ.

واجه كلّ قسمٍ من جيش المسلمين قسمًا من جيش المرتدين، ممّا أربكهم وشتّت صفوفهم. كما استخدم خالد بن الوليد تكتيك المباغتة، حيث هاجم جيش المرتدين من اتّجاهاتٍ مُختلفةٍ، ممّا أثار الذعر في صفوفهم.

وبعد معركةٍ ضاريةٍ استمرت ليومين، انتصر المسلمون انتصارًا حاسمًا، وقتل مسيلمة الكذاب على يدّ الصحابيّ مُحّمد بن سلمة الجُمحّيّ.

مثّلت معركة اليمامة نقطة تحوّلٍ هامّةٍ في حروب الردة، حيث قضت على أحدٍ من أخطر المرتدين، وأكّدت على قدرة المسلمين على حماية دينهم والذود عن أرضهم.
وتُخلّد معركة اليمامة ذكرى شجاعةٍ وتضحيةٍ عظيمةٍ من قبل الصحابة الكرام، الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل الله والدفاع عن الإسلام.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من