قصة نجاح مازدا اليابانية. كيف تحولت بعد كارثة "القنبلة النووية" إلى أشهر شركات السيارات في العالم؟

تجلت مازدا في عالم السيارات واحتلت المرتبة الـ 15 كأفضل شركة مازدا في العالم على يد جرجيرو كاتسودا، كشركة مصنعة للمعدات الصناعية في مدينة هيروشيما اليابانية.

بداية مازدا

كانت تعرف باسم تويو كور كوجو، ومرت الشركة بفترات عصيبة اثناء الحرب العالمية الثانية، مما دفعها للانتقال للتصنيع العسكري الخاص بالجيش الياباني طيلة سنوات الحرب.

وذلك بالتوزان مع ما قامت به الشركة من عملية احياء جديدة في العام 1911 متجهة عبرها لصناعة وإنتاج الدراجات النارية وشاحنات النقل، بث ثلاث عجلات، التي كانت أبرزها مازدا والتي بدأ إنتاجها كدراجة نارية صغيرة.

وتطورت حتى أصبحت شاحنة نقل باحجام مختلفة، وفي العام نفسه ظهرت الشركة متخذة اسم مازدا لها.

وفي عام 1935 بدأت الشركة في إجراء تدريبات صخرية وكتل قياس والتي كانت ذات أهمية خاصة لشركة سوميتومو وغيرها من الشركات المشاركة في استغلال الموارد في تايوان وكوريا.

في عام 1940 أطلقت الشركة نموذج أولي لسيارة الركاب، إلا أن اضطرابات الحرب العالمية الثانية حالت دون إصدار السيارة وإنتاجها بشكل فعلي.

اقرأ أيضًا.. من عامل بناء إلى إمبراطور للسيارات..كيف استطاع شون جو يونج أن يؤسس هيونداي ويغزو العالم بالسفن؟

القنبلة الذرية

وعندما سقطت القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، وأصبح الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة لمازدا، لم تستسلم الشركة متحدية الواقع المفروضة على البلاد.

حيث بدأت مازدا في نهاية العام 1945، بإنتاج المركبات التجارية، وحققت نجاحًا كبيرا وتم تصديرها إلى البلدان المجاورة في العام 1949.

بحلول نهاية الـ 50 من القرن الماضي كانت مازدا قد وصلت لإنتاج 30 طرازا مختلفا بكميات كبيرة من المركبات التجارية وسيارات أو شاحنات النقل عطفا على إيرادتها الصلبة.

أول سيارة ركابية كوبية

وفي عام 1960 اصدرت مزدا أول سيارة ركابية كوبية بأربعة عجلات وأطلقت عليها اسم سيتي كوبي، ونجحت فيها، لكن في العام نفسه ضاقت الأزمات بمازدا ولم تكن القنبلة هي الأزمة الوحيدة التي واجهت مازدا وإن كانت أكبرها.

ففي 1960 عانت مازدا من صعوبات مالية شديدة، واضطرت للدخول في شراكة مع فورد الأمريكية وأطلاق العديد من المشاريع المشتركة، وأجبرت على التوسع خارج حدود البلاد إلى كندا.

وفي عام 1868 أطلقت سيارتها مازدا كندا، ثم تعافت مازدا من أزمتها وظهر شعارها على سيارات في أوروبا وأفريقيا وآسيا وحققت مبيعات كبيرة.

لكن الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد الآسيوي عام 1997، نتجت عنها خسائر كبيرة بالنسبة لها، فاضطرت لبيع 33 % من أصولها لشركتها القديمة فورد.

كما أعادت هيكلة الكادر الإداري الخاص بها لتنهض مرة أخرى وتعود في غضون 3 سنوات إلى سابق عهدها.

وفي 2008 واجهت مازدا أزمة أخرى مع الازمة المالية العالمية والتي تتأثر بها قطاع صناعة السيارات بشكل كبير غير أن مصائب قوم عند قوم فوائده، فقد كان تأثر شركتها فورد أكبر بكثير منها.

وعرضت فورد ما تملكه في مازدا لبيع، واشترت مازدا صفقة رابحة بكل المقاييس.

وكانت مازدا مثال للحكمة والعراقة والطيبة والعقل الرابح والقوة والخلود بسبب إيمانهم إضافة إلى اعتقادهم بابداعها الفكري، ومن هنا سعت شركة المركبات الناشئة الي التعريف عن نفسها بهذه المواصفات وتقديم حالها كشركة تصنيع السيارات بهذه الصورة للعالم.

نجحت مازدا في سباقات السيارات واستطاعت تحقيق أرقام تاريخية في حلبات السباق باستخدام محركات سيارتها الدوارة الشهيرة.

ظهرت سيارة مازدا اركس 7 المميزة ضمن سيارة فيلم فاست اندفيريز الفيلم اشهير على مدة جزئين من الفيلم، وهو ما يؤكد كفاءة السيارات وقطاع إنتاج المركبات في العالم.

افتتحت مازدا في عام 2017 متحف يعرض سيارتها الاستثنائية ومحطاتها التاريخية وإسهاماتها البارزة في تقنيات وابتكارات السيارات والمركبات.