من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي.. السعودية تقتحم سوق صناعة السيارات الكهربائية

من الاستيراد إلى الإنتاج المحلي.. السعودية تقتحم سوق صناعة السيارات الكهربائية
السيارات السعودية

برزت السعودية اليوم كقوة ناشئة تسعى إلى ترسيخ وجودها في سوق السيارات العالمي، بفضل مواردها الضخمة، والطاقة الشابة، ورؤية اقتصادية طموحة، تملك السعودية المقومات التي قد تمكنها من تحقيق حلمها في تصنيع السيارات.


وفيما يلي، يستعرض لكم صوت المجلة، تفاصيل دخول السعودية عالم صناعة السيارات الكهربائية.

لماذا تأخرت دول الخليج في صناعة السيارات؟


رغم امتلاكها لثروات طبيعية هائلة، لم تُظهر دول الخليج اهتمامًا كبيرًا بتطوير صناعة السيارات في العقود الماضية، حيث اعتمدت اقتصاداتها بشكل أساسي على النفط والغاز، ما دفعها للتركيز على الصناعات المرتبطة بهما، مثل البتروكيماويات والطاقة، وفي المقابل، كانت دول مثل الصين وأوروبا والولايات المتحدة تتسابق لتطوير صناعة السيارات، بينما اقتصرت دول الخليج على الاستيراد لتلبية احتياجاتها.

وبجانب ذلك، تتطلب هذه الصناعة استثمارات ضخمة في التكنولوجيا وسلاسل التوريد، وهو ما لم يكن متاحًا بسهولة، ولم تكن هناك استراتيجيات واضحة لدعم القطاع، مما جعل الدول الخليجية تركز على مجالات أخرى مثل السياحة والعقارات والخدمات المالية.

وهناك محاولات عربية في مجال تصنيع السيارات بينما لم تحقق دول الخليج إنجازات كبيرة في هذا المجال، بدأت بعض الدول العربية، مثل مصر والمغرب، في تطوير صناعاتها المحلية للسيارات.

مصر: تمتلك تاريخًا في هذا القطاع عبر شركة "النصر لصناعة السيارات"، التي تأسست عام 1960، لكنها واجهت تحديات أدت إلى تراجعها، وتسعى الحكومة المصرية اليوم إلى إحياء هذه الصناعة من خلال شراكات مع شركات عالمية.


المغرب: شهدت صناعة السيارات هناك نموًا ملحوظًا خلال العقدين الماضيين، حيث استقطبت شركات عالمية مثل "رينو" و"بيجو"، ما جعلها مركزًا إقليميًا لإنتاج السيارات.


السعودية تدخل سباق صناعة السيارات الكهربائية


مع تزايد الطلب على السيارات الكهربائية عالميًا، والتي يتوقع أن تصل مبيعاتها إلى 40 مليون سيارة سنويًا بحلول 2030، بدأت السعودية في اتخاذ خطوات جادة لتأسيس صناعة محلية تنافس في هذا المجال.


وكجزء من رؤية 2030، تم إطلاق شركة "سير" كأول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية، بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة "فوكسكون" العالمية، ومن المتوقع أن تجذب "سير" استثمارات تصل إلى 562 مليون ريال سعودي، وتوفر نحو 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

وبالإضافة إلى ذلك، أبرمت المملكة اتفاقية مع شركة "لوسيد موتورز" الأمريكية لإنشاء أول مصنع متكامل لإنتاج السيارات الكهربائية في السعودية، باستثمارات تتجاوز 12 مليار ريال سعودي، مما يمثل خطوة حاسمة نحو توطين هذه الصناعة.

مستقبل السعودية في سوق السيارات الكهربائية


تشهد شركات السيارات الكهربائية العالمية، مثل "تسلا" و"بي إم دبليو" و"فولكس فاجن"، نموًا هائلًا، حيث حققت "تسلا" وحدها إيرادات تجاوزت 50 مليار دولار في 2023.

ومن خلال استثمارات استراتيجية وشراكات قوية، لا تسعى السعودية فقط إلى تطوير قطاع السيارات، بل إلى قيادة تحول اقتصادي شامل، ومع تأخر بعض دول الخليج في هذا المجال، تملك المملكة فرصة فريدة لتحقيق إنجازات ملموسة، مما قد يضعها في موقع تنافسي قوي عالميًا.

وفي المستقبل القريب، قد نرى سيارات كهربائية سعودية تُصدر إلى الأسواق العالمية، مما يجعل المملكة واحدة من أبرز مراكز الإنتاج في هذه الصناعة، ويساهم في تشكيل مستقبل مستدام لقطاع النقل عالميًا.

اقرأ أيضًا..

كواليس افتتاح مصنع جيلي في مصر.. معلومات عن الشركة الصينية

كيف تحقق الإمارات أرباحًا سنوية تصل إلى 18 مليار درهم من مطار زايد الدولي؟

من هم النيوميين سكان مدينة نيوم الجديدة في المملكة؟.. سبب عدم تطبيق القانون السعودي عليهم

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من