من خادمة لامبراطورة.. من هي سارة ووكر أول مليونيرة أمريكية من أفريقيا؟

«المثابرة هي شعاري»، هي مقولة آمنت بها سارة ووكر، ومنها دخلت موسوعة جينيس للأرقام العالمية، كأول امرأة أمريكية تصل ثروتها لـ مليون دولار، عند موتها في عام 1919.

بدأت قصتها حينما ألهمتها، مشكلة تساقط شعرها لتحضير محلول لإعاده نمو الشعر وشفاء فروة رأسها المتضررة، لتصبح من هنا سيدة أعمالا رائدة في مجال مستحضرات التجميل.

من هي سارة ووكر؟

تحولت حياة سارة ووكر من مزلاعة القطن وغسيل الملابس إلى حياة القصور، فكيف أصبحت ابنه عبيد سابقين أول مليونيرة إفريقيا في أمريكا، نعرض لكم عبر "صوت المجلة" تفاصيل رحلة حياتها من البداية للنهاية:

اسمها الحقيقي، سارة بريدلوف، شهرتها «جي سي وكر»، ولدت في ديسمبر 1867 في مزرعة قطن في لويزيانا، وقد كانت اأصغر بين خمسة أطفال؛ الأولى في عائلاتها التي ولدت حرة، إذ كان والدها من العبيد السابقين الذين تم إطلاق سراحهم قبل وقت قصير من ولادة سارة تحديدا بعد اعلان تحرير العبيد في الولايات المتحدة بخمسة أعوام.

وتوفي والدها ووالدتها قبل أن تبلغ السابعة من عمرها، وبعد وفاة والديها انتقلت ساره للعيش مع اختها لوفينا وسهرها في لوكسمبورغ في ميسيسيبي عندما كانت تبلغ من العمر حوالي 10 سنوات عملت في قطف الثمار والأعمال المنزلية.

تركت سارة دراستها، وبدأت حياتها كخادمه في سن مبكره للهروب من بيئه العمل القمعية وسوء المعاملة المتكررة التي تحملتها على يد زوج اختها.

وتزوجت سارة من رجل اسمه موسى ماك ويليامز؛ وهي في سن الـ 14 فقط، وفي عام 1885 انجبت ساره ابنتها التي سمتها ايليا ولم يدم زواجها طويلا فقد مات موسى بعد ذلك بعامين؛ مما اضطرت سارة للانتقال مع ابنتها الى سان لويس؛ حيث كان اخوتها يعملون كحلاقين هناك.

وجدت ساره عملا كموظف بأجرة 1 دولار و50 سنتا في اليوم، وهو ما كان يكفي لإرسال ابنتها الى المدارس العامة في المدينة.

وفي عام 1890 لاحظت ساره تعرضها لأزمة تساقط كثيف للشعر؛ إثر معاناتها العديدة من الأمراض الجلدية وقشرة الشعر؛ بسبب المواد الكيميائية والمياه غير النظيفة التي كانت تُستخدم في غسل الملابس.

ولم تكن هذه هي حاله ووكر وحدها لكن أغلب النساء صاحبات البشرة الملونة عانوا من الأمر نفسه؛ وحاولت ووكر استخدام كافه المنتجات للعناية بالشعر؛ لكنها لم تكن مجدية.

وبفضل أشقائها تعلمت العناية بالشعر وبدأت في تجربة العديد من مستحضرات الشعر التي قد تسهم في حل هذه المشكلة.

وفي النهاية؛ بعد نجاح تجربتها الشخصيه؛ قررت وكر صنع منتج خاص بها واستقرت على استخدامه، وبعد فتره لاحظت نتائجه المبهرة وبعد نجاحها؛ علمت ساره بمنتجات شعر «آني مالون»، الشهيرة في ذلك الوقت حتى أصبحت وكيلة عمولة لشركة.

كان لسارة طموح كبير في تحقيق ذاتها مما دفعها للالتحاق بالمدرسة الليلية، فكانت تعمل خلال النهار وتدرس في الليل؛ كما أنها كانت تُغني في كنيسة القديس بول الإفريقية؛ حتى أصبحت ناشطة في الرابطة الوطنية للنساء الملونات.

وفي سانت لويز أيضا التقت سارة للمرة الأولى بتشارلز جيه ووكر، الرجل الذي ألهم اسم امبراطوريتها في نهايه المطاف، فمن هو؟

ووكر يعمل في مجال التسويق والإعلانات الترويجية وقد شجعها على الانفصال عن مالون في عام 1906 وتطوير علاجها الخاص للعناية بالشعر، الذي أطلق عليه «Walker's Wonderful Hair Grower».

وبحلول عام 1907 كانت سارة وزوجها يسافران جنوب أمريكا وذلك للترويج لكل من خط منتجات العناية بالشعر تحت عنوان نظام ووكر للعناية بالشعر، والذي تضمن مجموعة من مستحضرات العناية بفروة الرأس والشعر وأمشاط حديدية ساخنة تشبه إلى حد ما آلات فرد الشعر الحرارية اليوم

في عام 1908 أصبحت سارة ووكر سيدة أعمال بشكل رسمي وافتتحت مصنعا ومدرسة تجميل في «بيتسبرج»، أصبحت لها علامة تجارية مسجلة في النهاية «مادام سيجي وكر»، في أنديانا بوليس في مقاطعه انديانا، فلم تقم شركة ووكر ببيع منتجات العناية بالشعر ومستحضرات التجميل فقط لكنها قامت ايضا بتدريب عدد كبير من مندوبي المبيعات وخبراء التجميل الذين عرفوا باسم وكلاء ووكر والذين روجوا لمنتجات الشركة وطريقة ووكر للعناية والجمال.

وفي عام 1913 انفصلت ساره عن تشارلز وأصبحت هي المسؤولة عن السفر في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي للترويج لعملها وتجنيد آخرين لتعليم أساليب العنايه بالشعر في اثناء سفرها كانت ابنتها ايليا مسؤولة عن توسيع أعمالهم في مدينه نيويورك

وفي عام 1916 انتقلت ووكر إلى منزلها الجديد في منطقة هارلم في نيويورك وكانت تدير أعمالها من هناك وانغمست ووكر بسرعة في الثقافة الاجتماعية والسياسية.

وأسست مؤسسات خيرية تضمنت منحا تعليمية وتبرعات لمنازل المسنين وكانت ناشطة في منظمات اخرى تركز على تحسين حياة الأمريكيين الأفارقة.

كما تبرعت بأكبر مبلغ من المال لبناء جمعية الشبان المسيحية في انديانابوليس في عام 1913، فميا وظفت شركة ووكر أكثر من 40 ألف امرأة ورجل أمريكي من أصل افريقي في الولايات المتحدة وامريكا الوسطى ومنطقه بحر الكاريبي كما أسست الرابطة الوطنية لمصنعي مستحضرات التجميل الزنوج في عام 1917.

كانت أرباحها تعادل في العصر الحديث عده ملايين من الدولارات ففي الوقت الذي كانت فيه اجور العاملين لا تتعدى 11 دولارًا أسبوعيًا كان موظفوا شركة وكر يتقاضون ما بين خمسة الى 15 دولارًا يوميًا.

قامت وكر ببناء قصر ايطالي سمته فيلا ليوار تم تصميمه من قبل مهندس معماري أمريكي إفريقي بارع في عام 1918.

وتوفيت وكر بسبب ارتفاع ضغط الدم في الخامس والعشرين من مايو 1919 عن عمر يناهز 51 عاما في فيلا ليوارو، فهي تعد من أهم رواد الأعمال في تاريخ الولايات المتحده وتعد نموذجا يحتذى به ويطمح العديد من رواد الأعمال ان يصلوا إلى ما وصلت إليه.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من