نجى بمعجزة إلهية.. حقيقة المنزل الذي تحدى الحرائق في لوس أنجلوس | ما القصة؟

وسط مشاهد الدمار والحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس، برزت صورة غريبة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، منزل وحيد صامد بين أنقاض الحرائق، قيل إنه مركز إسلامي لتدريس القرآن، نجا بمعجزة إلهية؛ فما القصة الحقيقية وراء ذلك؟

تم تداول الصورة بشكل واسع مرفقة بتعليقات تربط الحدث بالإيمان والتقوى، مما أثار مشاعر متباينة بين المتابعين، البعض رأى فيها معجزة إلهية، بينما تساءل آخرون عن مصداقيتها وهل ما يُشاع عن مركز القرآن في لوس أنجلوس صحيح؟، إليكم التفاصيل الكاملة عبر موقع "صوت المجلة".

حقيقة المنزل الذي تحدى الحرائق في لوس أنجلوس

بعد البحث والتدقيق، تبين أن الصورة المنتشرة لا تتعلق بلوس أنجلوس ولا بمركز لتدريس القرآن، الصورة الأصلية نُشرت عام 2023 من قبل وكالة فرانس برس، وهي تظهر منزلًا في بلدة "لاهاينا" بجزيرة ماوي في هاواي، المنزل الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام نجا من حرائق هائلة اجتاحت المنطقة بفضل سقفه المعدني وسور حجري أحاط به، إضافة إلى إزالة الشجيرات القابلة للاشتعال من محيطه.

حرائق هاواي التي وقعت في أغسطس عام 2023 كانت واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ المنطقة، حيث تسببت في وفاة أكثر من 110 أشخاص وتدمير مئات المنازل، الصورة التي أُعيد تداولها اليوم هي جزء من هذه المأساة، لكنها أُعيد تفسيرها بشكل خاطئ لإثارة الجدل.

القصة تسلط الضوء على مشكلة كبيرة في عصر الإنترنت، انتشار الشائعات والأخبار المفبركة التي تستخدم صورًا حقيقية لكنها تُوضع في سياقات زائفة لخداع المتابعين وجذب التفاعل، على سبيل المثال، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا زُعِم أنها لموكب سكان يفرون من حرائق لوس أنجلوس، لكنها في الواقع تعود لاستقبال البابا فرانسيس في تيمور الشرقية.

فالذكاء الاصطناعي يُستخدم الآن في إنشاء مشاهد مزيفة قد تبدو واقعية بشكل مذهل، مما يجعل من الصعب على العامة تمييز الحقيقة عن الخيال.

يجب أن نتذكر دائمًا قول الله تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ" (سورة الإسراء)، هذا الحث على التحقق من المعلومات يعزز أهمية الإعلام الموثوق في عصرنا هذا، الصورة التي تظهر منزلًا صامدًا بين أنقاض الحرائق ليست في لوس أنجلوس وليست مركزًا إسلاميًا، إنها صورة من هاواي استُخدمت بشكل خاطئ لإثارة الجدل والتفاعل.

قصة المنزل المعجزة الذي نجا من حرائق أمريكا

لكن هناك قصة حقيقية أخرى تتعلق بمنزل استطاع أن يقف في وجه إعصار النار الذي ضرب الولايات المتحدة، بينما التهمت ألسنة اللهب آلاف المنازل وحولت أحياء بأكملها إلى رماد، ظل هذا المبنى المذهل كما هو بلا خدش.

تحدث الإعلامي الأمريكي "روجن" خلال برنامجه الشهير قبل أسابيع قليلة، حيث نقل عن خبير حرائق قوله: يومًا ما ستضرب الرياح بطريقة تجعل النيران لا تتوقف، ستحرق المدينة بأكملها حتى تصل إلى المحيط واليوم، تحققت النبوءة؛ نيران بلا رحمة ودمار شامل.

وقال روجن بذهول: "سألته حينها: هل ستحرق الحرائق المدينة بكاملها؟ فأجاب: نعم واعتبر الكثيرون أن خبير الحرائق هذا تنبأ بما يحصل في لوس أنجلوس اليوم.

وسط بحر من الخراب، ظهر مشهد لا يُصدق، وهو منزل واحد فقط نجا من هذه النيران الهائلة، يعود المنزل لرجل الأعمال "دافيد ستاينر"، الذي أصبح يُعرف الآن بـ"المنزل المعجزة"، المنزل الذي تبلغ قيمته 9 ملايين دولار، بمساحة 4,200 قدم مربع وتصميم معماري استثنائي، كان الهدف من بنائه هو تحمل الكوارث الطبيعية، لكنه الآن أثبت قدرته على مواجهة الجحيم بنفسه.

كيف نجا المنزل؟

تم تشييد هذا المنزل كحصن منيع بجدران من الجص والحجر، وسقف صُمم خصيصًا لمقاومة الحريق، كان هذا التصميم الفريد العامل الرئيسي في بقائه عندما أحرقت النار كل شيء حوله، ويقول ستاينر: "بدأ الناس يتصلون بي قائلين: منزلك أصبح حديث الأخبار، لم أصدق هذا حتى رأيت الصور، وسط الحطام، كان منزلي الأبيض يقف هناك كأنه يقول للنيران: لن أستسلم.

ساعد هدوء الرياح في تلك اللحظة الحرجة في إبقاء المنزل بعيدًا عن مصير جيرانه، ومع ذلك، فإن التهديد لم ينتهِ بعد، إذ تتوقع السلطات أن تعود الرياح العاتية لتشعل ما تبقى من النيران.

اقرأ أيضًا:

معجزة حرائق أمريكا و القرآن الكريم..الشيخ يسري عزام يكشف حكم الفرح والشماتة

أصل ماء الأرض في القرآن.. معجزة علمية تكشف أسرار الكون

الشيخ يسري عزام يوضح الفرق بين الكرامة والمعجزة بالأدلة القرآنية والأحاديث