نعمة أم نقمة.. ماذا سيحدث للعالم عند انقراض البعوض؟

نعمة أم نقمة.. ماذا سيحدث للعالم عند انقراض البعوض؟

يستحوذ انقراض البعوض على تساؤلات كبيرة من جانب البشر، حيث يتساءلون إذا كان سيمثل نعمة أم نقمة على حياة الإنسان وما حوله من الكائنات الحية، وهو الأمر الذي تطرق إليه علماء البيئة في أكثر من دراسة علمية، وذلك ما سيتم الحديث عنه اليوم عبر موقع "صوت المجلة".

 

ماذا سيحدث للعالم عند انقراض البعوض؟

يشعر العديد من الأشخاص، بالغضب والإزعاج إذا وقفت بعوضة ما على أحد أجزاء جسمه، ويحاول بكل الطرق التخلص منها، خاصة إذا كانت من أنواع البعوض الذي يحدث نوعًا من الكدمات أو الإصابات البسيطة، ولكن الأخطر من ذلك هو البعوضة التي تكون سببًا رئيسيًا في نقل الأمراض مثل الملاريا أو الضمك أو الحمى الصفراء أو فيروس غرب النيل، أو التهاب الدماغ الياباني، ولعل ذلك السبب لرؤية العديد من العلماء أن انقراض البعوض، سيمثل نعمة على الحياة البشرية بشكل محدد.

ولكن هناك جانب سلبي إذا حدث انقراض البعوض، وهو أنها تمثل مصدر الطعام، لعدد من الكائنات التي تساهم بشكل أو بآخر في بناء الغذاء، فعلى سبيل المثال ، فإن يرقات البعوض تعيش في المياه وتقوم بتوفير الغذاء للأسماك وغيرها من الحيوانات الأخرى، واليرقات أنفسها تأكل المواد العضوية المجهرية في المياه، مما يساعد على إعادة تدويره، هذا إلى جانب مساعدتها في تلقيح الزهور، وبالنسبة للحيوانات فإن الأنواع البالغة منها تشكل جزءًا من النظام الغذائي لهم مثل مثل الطيور والخفافيش، اليعسوب والعناكب.

واختلف علماء البيئة ما بين نتائج انقراض البعوض، فالبعض الآخر يرى أنها نعمة ستحل على البشر، وآخرون ذهبوا إلى أن انقراضها سيمثل أزمة كبرى، فقد قال خبير علم الحشرات بروس هاريسون إن العديد من أنواع البعوض الموجودة في القطب الشمالي تكون وفيرة للغاية وهي بدورها توفر الغذاء للطيور المهاجرة، فإذا تم القضاء على تلك الأنواع من البعوض فإن عدداً من الطيور في تلك المنطقة سوف ينخفض إلى أكثر من النصف، مما سيجعل معظم الحيوانات تحتاج الحيوانات أن تتكيف مع النظام الغذائي الجديد من أجل البقاء على قيد الحياة، لكن هذا السناريو سيكون صعباً جداً وبشكل خاص لأسماك مثل مسكيتوفيش.

 

اقرأ أيضًا.. أغلى من الذهب.. كيف حكم "الملح" اقتصاد العالم لقرون طويلة

 

وأجزم علماء آخرون أنه إذا اختفى البعوض من الوجود، فإن الحشرات والأسماك التي تتغذى عليها سوف تتضاءل وذلك يمكن أن يسبب في تأثير مضاعف على امتداد السلسلة الغذائية، بينما كانت عالمة أحياء الحيوانات البرية كاثي مترون، لها رأي مختلف عما سبق من الآراء حول انقراض البعوض، فتقول إن البشر تبالغ في التقدير وأن البراغش في المنطقة القطبية الشمالية هي مصدر أكثر أهمية من المواد الغذائية.

ويتوقع أيضًا بعض العلماء الآخرين أنه في حين أن بعض الحيوانات ستجوع فإن ذلك لن يسبب كارثة ومعظمهم سيتكيف في نهاية المطاف على فريسة أخرى وسيشغل مكانها كائنات حية أخرى بسرعة والحياة سوف تستمر؛ وبالتالي فبالرغم من أن انقراض البعوض سيحمي تقريبًا 246 مليون شخصًا سنويًا من الإصابة بالأمراض المتعلقة بها، وحماية مليون شخص من الموت، ألا أن عملية الانقراض ستقضي معها على فئات كبيرة من الطيور والحشرات والأسماك والحيوانات، مما قد يرثر بشكل غير مباشر على البشر في النهاية.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من