وصلت لـ 32 مليار دولار.. كيف تضاعفت أرباح شي إن وما خطة أمريكا للقضاء عليها؟

في ظل التنافس العالمي بين الشركات الكبرى، أصبحت الشركة الإلكترونية لتجارة الأزياء وهي (شي إن) التي تمتد فروعها في أكثر من 150 سوقا عالميا، ترعب أقوى دولة في العالم.

شكلت شركة (شي إن - SHEIN) تهديدا كبيرا على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن بات يفرض سطوته على الأسواق العالمية؛ هل هذا يرجع لقوة الاقتصاد الصيني؟، وكيف تخطط أمريكا للقضاء على هذا المنافس العملاق؟، وإليكم التفاصيل ضمن موقع "صوت المجلة".

يهدد بريق أزياء (شي إن) عرش القوة الأمريكية حيث غزت الملابس الأسواق العالمية، وبدأت علامة الأزياء التي تملك نصف سوق الأزياء السريعة والتطبيق الأكثر تحميلا في عام 2021 في أمريكا تثير قلق القوة الإقتصادية الأكبر في العالم.

اقرأ أيضًا: برغم المقاطعة.. زيادة أسعار بيسي في المحلات والأسواق بقرار من الشركة

كيف تضاعفت أرباح شي إن

شركه (شي إن) لم تعد مجرد منصة تسويق إلكترونية تبيع الملابس بأسعار منخفضة؛ بل أصبحت قوة اقتصادية عالمية تصطدم مباشرة بمصالح أكبر وأغنى سوق بالعالم، لكونها واحدة من ـسرع شركات الأزياء نموا في العالم بفضل استراتيجيتها الذكية ومبيعاتها بسعر أقل من منافسيها بنسبة ما بين 40 إلى 60%.

وبلغت مبيعات شي إن ما يقارب من 25% من سوق الأزياء السريعة في عام 2022 متجاوزة شركات أمريكية كبيرة مثل (اتش أند إم) و (زارا).

بلغت إيراداتها في عام 2023، حوالي 32 مليار دولار، بعد أن تضاعفت من 2 مليار دولار عام 2018؛ حيث تعتمد شي إن على أسرع سلسلة توريد متكاملة ومنخفضة التكاليف في العالم تمكنها من إنتاج وتوزيع آلاف التصاميم الجديدة والمختلفة بسرعة فائقة لا تتعدى 10 أيام وإعادة بناء للمخزون في 7 أيام فقط وبأسعار لا مثيل لها، مستهدفة شريحة الشباب؛ مما يجعلها الخيار الأول للعديد من المستهلكين في الأسواق العالمية، وخاصة الولايات المتحدة، على عكس تجنبها للسوق الصيني لشدة المنافسة.

تنمو شي إن بسرعة لا تصدق، حيث تستغل مميزاتها المزدوجة عن باقي سلاسل الأزياء الإلكترونية السريعة في أمريكا لإعفاءها من الضرائب ضمن قاعدة الحد الأدنى للإعفاء الجمركي، كما تطرح الحكومة الأمريكية أسئلة تتعلق بالتداعيات العميقة لهذا التوسع؛ حيث بلغ عدد طرود الشحن مليار طرد عام 2023 بعد أن كان 410 عام 2018، فتأثير العملاق الصيني لا يقتصر فقط على صناعة الأزياء بل يمتد ويهدد النسيج الإقتصادي بأكمله.

يعتبر اعتماد شي إن على أن التصنيع الصيني منخفض التكلفة أدى إلى إغلاق 18 مصنعا أمريكيا، مما يهدد العمالة والبطالة بشكل كبير، بجانب زيادة انخفاض ايرادات قطاع الأزياء المحلية بنسبة 10% خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى هواجس تتعلق بالأمن الإلكتروني وخصوصية المستخدمين، إذ تعتمد (شي إن) بشكل مكثف على الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتفهم توجهات المستهلكين وتلبية احتياجاتهم قبل أن يدركوا ما يريدون.

ما خطة أمريكا للقضاء عليها؟ 

هذه السيطرة التكنولوجية على الأسواق الأمريكية تجعل الحكومة في حالة قلق دائم حول كيفية استغلال هذه البيانات بشكل قد يشكل تهديدا للأمن القومي والإقتصادي للولايات المتحدة، فالمنافسة هنا لا تتعلق فقط بأسعار الملابس بل بقدرة سي إن على التغلغل في عمق الإقتصاد الأمريكي، حيث تستفاد من سلاسل توريد معقدة وتكنولوجيا حديثة.

مع تزايد المخاوف الأمريكية من هيمنة النفوذ المتنامي للعملاق شي إن لم تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي، خاصة بعد دخول تطبيق Temu، للسوق الأمريكي عام 2022 مستغلا ثغرة الإعفاء الجمركي، فبدأت الحكومة في اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة هذا الاكتساح الصيني العالمي؛ مطالبة الكونجرس بتعديل هذه القاعدة لسوء استخدامها بحلول نهاية العام الجاري.

وبالفعل تتجه واشنطن إلى فرض قيود تجارية جديدة تتضمن رسوم استيراد إضافية ضمن استبعاد السلع المنصوص عليها في الأقسام 301 و201 و232 من السلع التي ينطبق عليها الحد الأدنى بهدف الحد من قدره شي إن على استغلال التكاليف المنخفضة للإنتاج في الصين والتي تمثل منسوجاتها نحو 70% من المادة التابعة للقسم 301، كما تعمل الحكومة على تشديد القوانين المتعلقة بحماية بيانات المستخدمين، مما يفرض على الشركات الأجنبية معايير صارمة تضمن حماية خصوصيه السوق الأمريكي.

وفي هذا السياق؛ تشدد الحكومة على ضرورة تعزيز قوانين حماية البيانات للحد من أي تهديد رقمي قد يشكله النفوذ الأجنبي، وهذه الخطوات تعكس إصرار واشنطن على الحفاظ على سيادتها الاقتصادية في مواجهة تحديات مثل شي إن، وليست مجرد شركة أزياء إنها نموذج معقد يختلط فيه الاقتصاد بالتكنولوجيا والسيطرة التجارية بالتأثير السياسي.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من