حكم النحر "العتيرة" في شهر رجب.. الشيخ عطية القطعاني يوضح آراء العلماء

حكم النحر
الشيخ عطية القطعاني

العتيرة، التي كانت تُمارس في الجاهلية كذبيحة تُقدم للأصنام في شهر رجب، أُبطلت في الإسلام، حيث أنكرها النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا إنه "لا فرع ولا عتيرة".

ويُبيح الإسلام الذبح في أي وقت، بشرط أن يكون خالصًا لله عز وجل، ولا يرتبط بعقيدة أو عادة جاهلية، وانقسم العلماء في حكم الذبح في رجب، بعضهم رأى النهي عن الذبح في هذا الشهر تحديدًا، فيما أباح آخرون الذبح بشرط الإخلاص لله.

ويقول الشيخ عطية القطعاني، إنه كان يوجد أمر جلل في الجاهلية وهي العتيرة أو الذبيحة التي تذبح لغير الله عز وجل، فكان يتم جلب الأصنام والآلهة ويضعوها حول الكعبة، ويقومون بالذبح في شهر رجب ويقدمون الذبيحة قربانا للآلهة، فلما جاء الدين الإسلامي أبطل هذا الأمر، وأنكره النبي صلى الله عليه وسلم.

حكم الذبح في شهر رجب

وأوضح الشيخ عطية القطعاني، أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا فرع ولا عتيرة أي لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالعتيرة وهذ الذبيحة التي يتم ذبحها لغير الله عز وجل.

واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل كنا نسبح في الجاهلية يا رسول الله ونأكل ونطعم فماذا نفعل: قال لا بأس، مضيفا أنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ايضا أنه قال إنه يجوز الذبح في أي شهر من الشهور الشهور، مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اذبحوا لله عز وجل في أي شهر ما كان وبروا لله وكلوا واطعموا)، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن على كل أهل بيت من المسلمين في كل عام أضحية وعتيرة، وهنا يؤمد أنا لرسول قال لا يجوز الذبح وروايات آخرى قالت يجوز الذبح.

وأضاف "القطعاني": سئل الرسول من رجل في الجاهلية وقال يا رسول الله كنا نذبح في الجاهلية ونأكل ونطعم من جاءنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس، موضحا أن قريش جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم واستأذنت: يا رسول الله كنا نذبح في الجاهلية ونفعل كذا وكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اعتر كعتر الجاهلية (من باب الاستنكار)، أي لا يجوز ذبح هذه الذبائح في شهر رجب على اعتبار أنها تقدم لغير الله طيب.

لا يحوز الذبح بأي حال من الأحوال في شهر رجب

كما يجوز الذبح لله عز وجل، فالرسول الكريم أمرنا بأن تكون خالصة لله عز وجل في أي شهر كان ولكن من احب أن يذبح لله فيأكل ويتصدق فليفعل، مؤكدا أن العلماء انقسموا على أمرين منهم من قال لا يحوز الذبح بأي حال من الأحوال في شهر رجب، فلا يجب الاحتفال والذبح في هذا الشهر، عملا بأن الرسول صلى الله عليع وسلم قال لا فرع ولا عتيرة فلا يوجد عتيرة ولا ذبيحة في الإسلام.

الرسول نهى عن الذبح لغير الله

أما المجموعة الأخرى من العلماء، قالوا إن الرسول نهى عن الذبح لغير الله ولا يجوز الذبح لغير الله، ولكن الذبح لله فيجوز سواء في رجب أو غير رجب فلا مانع من هذا الأمر.

ووفقا لـ دار الإفتاء المصرية، فإن الإسلام والعرب يذبحون في شهر رجب ما يسمى بالعتيرة أو الرجبية، وصار معمولًا بذلك في أول الإسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ أُضْحِيَةً وعَتِيرَةً" رواه الترمذي.

لكن الفقهاء اختلفوا بعد ذلك في نسخ هذا الحكم، فقد ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن طلب العتيرة منسوخ؛ مستشهدين بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ" رواه مسلم.

فيما ذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة، وقالوا باستحبابها، وهو قول ابن سيرين.

اقرأ أيضًا:

هل يجوز الذبح في رجب.. ما المقصود بـ العتيرة في الإسلام؟ | الشيخ يسري عزام يوضح

حكم صيام شهر رجب بالكامل وذبح العتيرة.. الدكتور السيد سعيد الشرقاوي يوضح

متى نذبح في شهر رجب؟.. الشيخ عطية القطعاني يكشف ماذا تعني العتيرة؟

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من