خطبة الجمعة | الشيخ يسري عزام يكشف خطر فتنة التكفير وأسباب انتشارها في المجتمع الإسلامي

في خطبة الجمعة من الجامع العتيق (مسجد عمرو بن العاص)، تناول الدكتور يسري عزام موضوعًا بالغ الأهمية بعنوان التحذير من خطورة التكفير، حيث تحدث عن الآثار الكارثية للتكفير على وحدة الأمة واستقرارها، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمنهج الوسطي في الدين. 

يقول الشيخ يسري عزام إنه في هذا الزمن ظهرت جماعة من الجهال يكفرون الناس بغير وجه حق، يصفون هذا بالكافر وذلك بالخارج عن ربقة الدين، حيث يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: "يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" الحجرات الأية 17.

مراتب الدين ثلاث

وأشار عزام إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية يوضحان أن مراتب الدين ثلاث، الإسلام، الإيمان، والإحسان، فليس كل مسلم مؤمنًا، الإسلام هو مطلق الانقياد، بينما الإيمان تصديق في القلب يصدقه العمل.

واستشهد بقول الله تعالى من سورة الحجرات الآية الـ 14 " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

خطر التكفير بدون علم

يحذر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه: "مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا".

كما يُستدل بما حدث مع أسامة بن زيد رضي الله عنه، عندما قتل رجلاً بعد أن نطق بالشهادة خوفًا من السيف، فقال له النبي: "أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟.. قَالَ: أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لا؟!

أسباب انتشار فتنة التكفير

حدد الشيخ يسري عزام ثلاث أسباب رئيسية لظهور فتنة التكفير:

الغلو في الدين

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ"، موضحا أن الغلو يجعل الدين صعبًا على الناس، فيؤدي إلى التنطع والتشدد في غير مواضع التشدد.

القول بغير علم

يشير إلى أن الأزهر الشريف يعلم أن العلم هو السلاح الأول لمواجهة أي فتنة، التصدر للفتوى بغير علم يفتح الباب أمام الفوضى، كما أشار الشيخ الغزالي: "قوم تعلموا العلم يوم السبت وعلموه يوم الأحد"

اتباع الهوى

قال الله تعالى:"أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ سورة الجاثية الأية 23، فاتباع الهوى دون الرجوع إلى الهدي الإلهي يؤدي إلى ضلال كبير، مما يزيد من فتنة التكفير.

اقرأ أيضًا:

أجمل دعاء ليلة الجمعة.. اغتنم ساعة الاستجابة وتقرب إلى الله بالذكر

تغيير خطبة الجمعة 2025..موضوعات جديدة تناسب محافظة

مع بداية 2025.. ما هو موضوع خطبة الجمعة القادمة بالمساجد؟

لغة القرآن والحفاظ على الهوية.. تفاصيل خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف