من صناعة القهوة والتوابل إلى أسد السيارات.. قصة نجاح شركة بيجو العالمية

تعد شركة بيجو الفرنسية ثاني أكبر شركة صناعة للسيارات في أوروبا بعد فولكس فاجن؛  فالشركة متواجدة في 160 دولة، ولها أكثر من 100 ألاف منفذ بيع حول العالم.

نشأة شركة بيجو

نشأت شركة بيجو كمقاولة عائلية عام 1810 وبدأت مختصة في الصلب والتعدين وتصنيع الفولاذ، كأدوات وطواحين القهوه وقطع الساعات والدراجات الهوائية، وحققت شهرة واسعة في فرنسا وأوروبا.

ومع ترسخ الثورة الصناعية فكر أحد الأخوة الشركاء في تأسيس قسم لصناعة السيارات، أملا في تحقيق السبق بهذا المجال الجديد الذي ما يزال في مراحل التجربة الأولى وإن كانت التوقعات في تلك المرحلة تؤكد أن المستقبل للسيارات.

في عام 1891، صنعت بيجو أول سيارة لتصبح بذلك أول شركة صانعة للسيارات في فرنسا والعالم؛ لكن خلافات داخل الأسرة قضت على المشروع، حيث قام أحد الشركاء بتأسيس شركة خاصه به لصناعة السيارات حملت اسم بيجو.

وفي عام 1899 ارتفعت مبيعات بيجو لتصل إلى 300 وحدة وهو رقم كبير يمثل ربع السيارات التي تم بيعها بفرنسا ذلك العام، حيث كان هذا النجاح مغريًا لبيجو لتقوم بإضافة قطاع الدراجات النارية للمصنع عام 1903.

مع بداية القرن العشرين توفي مؤسس بيجو ويحمل اسم (ايجين بيجو)؛ فأخذ أبنائه حصتهم من الشركة واسسوا ماركة جديدة تسمى ليون بيجو، بينما بقيت الماركة الأم في حوزة عمهم الذي يحمل اسم ارنو بيجو.

وفي عام 1910 اندمجت الشركتان في شركة واحدة مجهولة للسيارات، وحملت اسم بيجو، واعتمدت الشركة الجديدة على عدة مصانع تتوزع بين ادينكور وبوليه وليل، وفي عام 1912 افتتحت مصنعًا جديدًا في سوشو، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى كانت بيجو تنتج أكثر من 100 ألاف سيارة سنويًا، أي نصف إجمالي إنتاج فرنسا.

وفي 1929 تم إنتاج أول سيارة تحمل أسماء بنظام الترقيم 2011 وهي أيضا أول سياره تنتج بثلاث عجلات، وهو ما ساعد بيجو على تخطي الأزمة الاقتصادية ففي عام 1934 شهدت بيجو إنتاج أول سيارة بسقف قابل للطي401

وفي عام 1936 شهدت أول إنتاج من محركات الديزل اتش ال 50، وتوقف إنتاجه في عام 1939 في أثناء الحرب العالمية الثانية، أما في عام 1941 انتجت بيجو سيارة كهربائية صغيرة VLV.

وبسبب الحرب العالمية تحولت بيجو لصناعة الأسلحة والمركبات العسكرية للجيش الألماني وبنهاية الحرب كان المصنع تعرض لتدمير وخسائر  كبيرة، وهذا دفع الشركة لبدء تصميمات إيطالية بواسطة بينيفارينا، وهي شركة تصميم سيارات إيطالية مستقلة تأسست في عام 1930، ونجحت تلك التصميمات في تغيير مسار بيجو مما شجعها على أن تدخل السوق الأمريكي في عام 1958.

وفي عام 1959 أصبحت بيجو 403، أول سيارة في العالم مجهزة بمروحة كما شهد عام 1965 انطلاقه سيارة بيجو 204 بدفع أمامي لأول مرة كما شهد عام 1967 وصول أصغر سيارة بمحرك ديزل مصنوع من الألومنيوم بالسيارة 204.

في فتره ما بعد الحرب اضطرت الشركة إلى اتباع سياسات عدم تنويع الإنتاج حتى عام 1955 فتم انتاج بيجو 403 وهي أول سيارة فرنسية تعمل بالديزل وحققت نجاحا باهرا ومكنتها من غزو السوق الأمريكية مطلع الستينيات.

وبحلول 1970 أصبح ثاني مُصنع سيارات بفرنسا بعد رينو بمعدل سنوي بلغ 500 ألف سيارة، كما دخلت في شراكة مع رينو وفولفو لإنتاج محركات جديدة وفق قواعد تقنية مختلفة، وهذا شكل ثورة جديدة بقطاع السيارات خلال التصف الثاني من القرن العشرين.

وفي مطلع التسعينيات بدأت باستكشاف أفاق عالمية فأقامت مصانع في إفريقيا وفي عام 1998 تم الكشف عن محرك HDI ديزل في سيارة 406، وهي محركات تحد من التلوث وتقلل من عملية الاختراق أي أنها اقتصادية وصديقة للبيئة في آن واحد.

في عام 2000، شهد العالم أول سياره فلتر بسياره 607، وفي 2011 شهد العالم أول محرك هجين من الجيل الرابع يقلل الاحتراق بنسبة 35%، ووفق إحصائيات عام 2014 تحتل بيجو سيترين المرتبة الرابعة عالميًا والأولى أوروبيًا بين مصنعي السيارات.

يما يقع المقر العالمي لشركه بيجو في باريس بالقرب من محطه المترو، وتعد مدينة سوشو الفرنسية الموطن الأساسي للشركة؛ حيث تمتلك مصنعا هناك بالإضافة لمتحفها الشهير الذي يوثق بدايات وتعاقب المراحل في تاريخها.

كما تم نحت شعار شركة بيجو بواسطة الفنان بارتولدي صاحب تمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكي، الذي يرمز إلى الأسد في شعار بيجو إلى صفات بيجو الثلاثة وهي ، صلابة الأسنان ومرونة النصل والعمود الفقري للأسد، وسرعه القطع مثل سرعه انقضاض الأسد على فريسته.

فيما يتميز شعار بيجو بالخلفية الزرقاء لمنح الثقه للعملاء للتعامل معها؛ حيث يدل اللون الأزرق على الأمانة والثقة وحفظ الخصوصية.

اقرأ ايضا: قصة نجاح مازدا اليابانية. كيف تحولت بعد كارثة "القنبلة النووية" إلى أشهر شركات السيارات في العالم؟