بخطة محكمة.. كيف أطاح الاتحاد السوفيتي بأجهزة التجسس الأمريكية من قلب واشنطن؟

كانت عمليات التجسس من أساسيات الحرب الباردة؛ فبعد الحرب العالمية الثانية، حيث حاولت كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي جمع أكبر قدر من المعلومات عن الطرف الأخر.

 

الاتحاد السوفيتي يخطط لبناء سفارة جديدة

وفي السبعينيات كان الاتحاد السوفتي يخطط لبناء سفارة جديدة لأنفسهم في العاصمة الأمريكية واشنطن على قطعة أرض اختارتها وزارة الخارجية؛ مما أثار استياء الأجهزة الأمنية الأمريكية؛ حيث كانت الأرض المختارة لهم تقع في ثاني أعلى نقطة في واشنطن بشكل أعطى السفارة السوفيتية موقعًا متميزًا للتجسس على البيت الأبيض.

ومن جهته، قامت الاستخبارات الأمريكية بوضع خطط مراقبه يتم تنفيذها أسفل المبنى الجديد المزعوم انشاءه، للتجسس ومعرفة المعلومات التي تدور بداخله ومحاولة اكتشاف عما إذا كان الاتحاد السوفتي يتجسس عليهم أم لا؟

 

عملية مونوبولي

وأطلق على تلك الخطة (عملية مونوبولي)، وبدأت بصدور أوامر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) بإزالة الأشجار الموجودة حول موقع البناء قبل وصول المهندسين المعماريين لتسهيل عملية المراقبة دون عوائق.

واشترى مكتب التحقيقات الفيدرالي سرا منزلا مكونا من ثلاث غرف نوم يقع تماما على الجانب الأخر من الطريق حتى يتمكنوا من مراقبة منطقة السفارة على مدار الساعة؛ كما اشترت العديد من المنازل والمباني الأخرى القريبة من السفارة.

فشل خطة مونوبولي

وفشلت خطة مونوبولي فشل كبيرًا، ففي أثناء فترات البناء غمر النفق الماء مرات عديدة وعطلت الأعمال وواجهت وكالة الأمن القومي الأمريكية مصاعب في تشغيل معداتها داخل النفق، تزامنا مع عجز عملائها وموظفها عن تحديد موقعهم تحت مبنى السفارة حيث ووجدوا أنفسهم مرات عديده تحت غرف الحمام أو الأرشيف أو المخزن

اقرأ أيضا: رابط التقديم للهجرة العشوائية لامريكا 2024.. 55 ألف تأشيرة مجانية متاحة

خطة الاتحاد السوفيتي ضد الأمريكيين بعد حفر نفقا للتجسس

وتمتع الاتحاد السيوفتي بذكاء خارق وأعاق الخطة الأمريكية؛ حيث يتمتع الاتحاد السوفيتي بخبرة عالية في التجسس المضاد؛ مما جعل من الصعب للغاية على الأمريكيين التجسس بنجاح على السفارة، حيث استخدموا ألواحًا سميكة من الرخام على الجدران بدلًا من الطريقة التقليدية بأن تكون طبقة من الرخام ثم الأيبوكسي ثم طبقة أخرى من الرخام؛ مما مثل صعوبة لصق أي أجهزة تنصت داخل الجدران كما أنهم قاموا بفحص كل نافذة وأي لوحة معدنية بحثا عن أي أخطاء أو اختراقات قبل وضعها في المبنى.

وعلاوة على ذلك؛ قاموا بحفر حفر عشوائية بعمق يبدأ من 9 وحتى 12 مترا حول الموقع للبحث عن أيه أنفاق، وفي عام 1989 عرفت خطة مونوبلي طريقها للفشل عقب كشفها من قبل الاتحاد السوفيتي على يد العميل الأمريكي روبرت هانسون، والذي قد اطلع المسؤولين على وجود نفق خصص لأغراض تجسس تحت سفارة بلادهم بوشنطن.

ومع كشف خطه مونوبولي أقدم الأمريكيون خلال تسعينيات القرن الماضي على إغلاق هذا النفق وبالتحقيق مع هانسون توصل الأمريكيون، إلى أنه كشف عن وجود النفق للسوفيت قبل الانتهاء من بناء المبنى بحوالي عشر سنوات.

بداية التجسس كانت من الاتحاد السوفيتي 

ولم يكن هذا الحادث هو الأغرب في سلسلة التجسس المتبادل بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، فالبداية جاءت على يد الاتحاد السوفيتي في عام 1945، عن طريق جهاز التصنت مزروع داخل إطار لوحة خشبية أهداها السوفييت للسفير الأمريكي كمبادرة صداقة بين الأمم.

وعلق السفير اللوحة على حائط مكتبه، دون أن يعلم أنها كانت تنقل جميع المحادثات التي تدور في تلك الغرفه سرا حيث كان يعمل ذلك الجهاز عن بعد بالطاقة الكهرومغناطيسية القادمة من مصدر خارجي لابقائه خفيًا، وقد تم اكتشافه بالصدفة بعد ست سنوات في عام 1951 من قبل مشغل راديو يعمل في السفارة البريطانية.

وفي عام 1964 اكتشفت الولايات المتحدة الامريكية أن هناك 40 اختراقا في سفارتهم؛ وفي عام 1984، أدركوا أن الآلة الكاتبة كانت تنقل كل ما يكتبونه إلى السوفيت؛ وحتى الأن وفي مكان ما في واشنطن لا يزال هناك نفق تحت الأرض له بداية ونهاية غير معروفة حتى اليوم.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من