بعد سرقة أراضيهم.. أين هم وضع الهنود الحمر الآن؟

لا يوجد سوى عدد قليل من كتب التاريخ التي تصور الهنود الحمر بصورة حقيقية، فمنذ ظهور عالم السينما فيتم تصوير السكان الأصليين لأمريكا على أنهم قوم متوحشون همجيون، ولا يتم تصويرهم على أنهم الأصحاب الفعليين لأمريكا، ولم تظهر الأفلام والمسلسلات الجانب الحقيقي لشعب هنود الحمر، ويستعرض لكم صوت المجلة القصة الحقيقية لشعب الهنود الحمر.

 

اقرأ أيضًا.. بصمته شافية في عالم الطب.. من هو أبو بكر الرازي وما أشهر ابتكاراته؟

 

قصة معاناة الهنود الحمر

في عام 1492 ميلاديًا أبحر المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس من ميناء إلى الهند، لكنه ضل طريقه، ووصل إلى أمريكا الوسطى، وقابل كولومبس السكان الأصليين لأمريكا، وأطلق عليهم لفظ الهنود الحمر لميل بشرتهم الى الحمرة معتقدًا أنه في أسيا وأنهم سكان الهند.

والهنود الحمر، هم السكان الأصليين لقارة أمريكة، وصلوا الى القارة قبل آلاف السنين من اكتشاف كولومبس، حيث عبروا عن طريق مضيق بشمال شرق سيبيريا، الذي يربط شمال غرب أمريكا الشمالية بشمال شرق أسيا، وهناك عاشوا حياة بسيط قائمة على الصيد، وزراعة الأراضي، وكونوا ثقافة خاصة قائمة على العهود والمواثيق، وتميزوا بالاهتمام بالجانب الروحي، وتمجيد الأخلاق، وكانت المرأة لها مكانة خاصة في حياتهم، وعلى عكس ظهورهم بصورة سيئة في الأفلام الأمريكية، فكان الهنود الحمر اناسًا مسالمون، وتراثهم مليء بالمعاني الإنسانية.

وبعد اكتشاف القارة الأمريكية، بعث كريستوفر كولومبوس رسالة يشجع فيها الأوروبيين على الاحتلال، وبعدها توالت الرحلات الأوروبية الاستكشافية للاراضي أمريكا الشمالية والجنوبية، وفي البداية أحسن الهنود الحمر استقبال الرجل الأبيض عند وصوله، لكن الرجل الأبيض استخدم البنادق، وقتل كل من صادفه من نساء وأطفال أو شباب وأحرق المحاصيل، مع وضع السموم في آبار المياه، وارتكاب مجازر في حق الهنود الحمر.

لم يكتفي المستعمر الأبيض بالاستيلاء على أراضي السكان الأصليين بل جلبوا لهم بطاطين مسمومه بالجدري الجراثيم والأوبئة، وتلك الأمراض قضت على  حوالي 80% من الهنود الحمر خلال عقود.

 

استمرار إبادة الهنود الحمر بعد الاستقلال

بعد نهاية الاستعمار الإنجليزي وإعلان قيام الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776، نفذت الحكومات الأمريكية حملات إباده ضد السكان الأصليين، وعملت على تدمير هويتهم وتهجيرهم، وفي عام 1830، وقع الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون على قانون إعادة توطين الهنود الحمر، حيث تم تهجير 46 ألف من السكان الأصليين من شرق نهر المسيسيبي، وفي ديسمبر 1890 تعرض الهنود الحمر لمذبحة كبرى، وهي آخر معركة يخوضها السكان البيض لغزو ما تبقى من أراضي الهنود الحمر.

 

أين هم الهنود الحمر الأن؟

ومنذ بداية التسعينات، حصل الموهوبون من الهنود الحمر على الجنسية الأمريكية، لم تسمح بعض الولايات الأمريكية للهنود بالتصويت، وكان 40% من الهنود، يعيشون في مناطق دون المستوى، التي لا تتوفر على خدمات الأساسية مثل الصرف الصحي، وارتفعت نسبة البطالة بين الهنود الحمر فوصلت لـ 60%.

وفي الوقت الحالي، يبلغ تعداد الهنود الحمر نحو 90 مليون نسمة يتوزعون على أمريكا الشمالية والجنوبية وتمثل نسبة الهنود الأمريكيين، أقل من 2% من مجموع سكان الولايات المتحدة، البالغ تعدادهم أكثر من 334 مليون نسمة.

وبرغم مرور 200 عام على سلب أراضي الهنود الحمر لا تزال سينما هوليوود تزور التاريخ الأمريكي، وفي المدارس لم يتم ذكر المجازر التي ارتكبها الرجل المهاجر الأبيض في حق الهنود الحمر، وبرغم ذلك تدعي الولايات المتحدة أنها رمز الديمقراطية والسلام.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من