دراسة مقارنة بين إدريس وأوزيريس.. التشابهات والاختلافات في الأساطير والمعتقدات الدينية

تعد مسألة العلاقة بين شخصيتي النبي «إدريس» المعروف في الكتاب المقدس باسم «أخنوخ» والمعبود المصري القديم «أوزيريس» من أهم المسائل المثيرة للجدل.

وفي السطور التالية من موقع "صوت المجلة" نستعرض هل إدريس عليه السلام أول من ملك مصر وأسس لاقدم إمبراطورية في التاريخ، وما العلاقة بين النبي إدريس والمعبود المصري أوزوريس..

العلاقة بين إدريس وأوزريس

هناك تشابه واضح بين شخصية إدريس وأوزيريس، حيث يرتبط كل منهما بأرض مصر، وذلك ظهر في الكتاب المقدس والقرآن.

وجاء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين، وعاش أخنوخ 65 سنة، وولد متوشالح، وسار أخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح 300 سنة، وولد بنين وبنات، فكانت كل أيام أخنوخ 365 سنة، وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله اخذه.

وجاءت هذه الآيات في الحديث عن نسل أدم، حيث تقول إنه عاش 356 سنة، ورزق بابنه متوشالح، وصار مع الله تعني أنه اتخذ الطريق المستقيم والتزم بتعليمات الله، ومعنى لم يوجد لأن الله اخذه تعني، إنه رفع بشكل أو بأخر.

إدريس في مصر

هناك بعض المصادر القديمة مثل المقريزي الذي ذكر أن إدريس قد دخل مصر وبنى فيها بيوتًا للعبادة، بل وادعى البعض أن أحد الأهرامات قد يكون قبره. هذا يثير الفكرة القائلة بأن إدريس قد أسس "الإمبراطورية المصرية" أو لعب دورًا كبيرًا في تاريخها المبكر.

وأوزيريس في المعتقدات المصرية، كان أوزيريس يمثل الحياة الأبدية، إذ كانت أسطورته محورية في تصور المصريين للحياة بعد الموت، وأثرت أسطورة أوزيريس في عدد من الطقوس الدينية المصرية، مثل تلك التي تتعلق بالدفن والتحضير للآخرة.

لبس المخيط

قال القرطبي في تفسير الآية، إن إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم وأول من خاط بالثاب ولبس المخيط، وأول من نظر في علم النجوم والحساب وسيرها، وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله تعالي، وأنزل الله تعال عليه 30 صحيفة.

وذكر القرطبي وأبن كثير أقوال تفسر القول برفعناه مكانة عالية، بإنه قد رفع تحت جناح الملائكة.

أما في تواريخ القرطبي وأبن كثير فأن إدريس هو أخنوخ وهو أول من علم الزراعة وليس المخيط والسكن في البيت، وهو أول من ركب الخيل وجاهد في سبيل الله، وحذر قومه من مخالطة نسل قابيل ولكن قومه عاصوه وخالطوهم، حيث ولد إدريس وعاش 300 سنة، ثم رفعه الله إلى السماء.

اقرأ أيضًا: القصة الحقيقية لـ الإمام الشافعي التي تجاهلتها الدراما والمسلسلات

وفي كتاب حسن المحاضرة، يذكر السيوطي اسم إدريس بين من دخل مصر وطاف في البلاد وبنى عشرات البيوت، وكان أول من خطط المدن وعلم الناس الهندسة، حيث يدعي البعض أن أحد أهرامات مصر هي قبره.

أزوريس

يعد أزوريس من أهم الهة التسوع الألهي في مصر، حيث حكم ملوك من الأله مصر قبل الملوك البشر، وكان أوزويس هو الملك قبل الأخير وعلم الناس الزراعة ومختلف فنون الحياة.

ويظهر اهتمام ازوريس بالزراعة، في صورة حيث يظهر راكدا وعيدان الزرع تبرز من جسده.

ووصف البعض أوزوريس أنه يتلقي تعليمات الآلهة ويصعد إلى السماء، ويتعلم فنون البناء، لذلك هو أول من جعل المصريين يسكنون البيوت بعدما كانوا يسكنون المعابد والكهوف.

كما ازدهرت في عهده المدن والصناعات، حيث حكم مصر وعاد إلى الحياة ورفعته الإلهة بعد ذلك للسماء.

عدل الملاك

يعتبر إدريس وأزوريس من الملاك العادلين، وينسب إليهم تعليم الناس الزراعة والطب والحكمة ولبس المخيط.

وكل منهما اقام المدن وعمر البلاد، وترك الدنيا مرتين، فإدريس عاد للسماء ليتعلم ثم هبط ليعلم الناس، ثم رفع أخيرا، وأزوريس قتل ثم بعث، ثم رفع إلها.

واورث إدريس ملكه ومكانته لابنه ماتوشالح، بينما اورث أوزوريس ملكه لابنه حورس.

اقرأ أيضًا:

نهاية مأسوية.. كيف أسقطت الدولة العثمانية طومان باي آخر سلاطين المماليك؟

من هو النبي الذي قتله قومه بالمنشار داخل شجرة وكيف دلهم إبليس على مكانه؟

ما سبب ذكر مريم بنت عمران باسمها في القرآن الكريم عن سائر النساء؟ | قصة والدتها

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من