فقر مدقع وثراء نفطي فاحش.. معلومات عن دولة الكونغو

الكونغو تتميز بالمساحة الشاسعة التي تختزل كل أنواع التنوع والتناقض البيولوجي لكنها لم تكتفي بالتناقض البيولوجي فقط، فهناك تناقض من نوع آخر، فلا يتم رؤية الفوارق الاقتصاديه في أرقام بل يتم مشاهدتها في العمال الذين يعملون طوال الوقت في المناجم والمعامل بحثا عن قوت يومهم بينما تحتكر قلة صغيرة ثروات البلاد.

وعلى سبيل المثال، إذا كان عدد الفقراء يبلغ حوالي أربعة مليون شخص وعدد الأثرياء بين 500 إلى 1000 شخص حسب التقديرات، فإن النسبة تكون حوالي 74 ألفا إلى واحد أو أكثر.

وفي الكونغو يرجع الفارق ليس في المسكن أو الملبس لكن في فرص العمل وفي مستوى التعليم وفي الرعاية الصحية بين جميع الطبقات في البلاد.

سكان الكونغو بين الفقر المدقع والثراء الفاحش

من المعروف أن الكونغو الديمقراطية تقف كمرآة تعكس أقصى صور التناقض بين 102 مليون نسمة ويعيش أكثر من 74.6 بال منهم تحت خط الفقر، وبأقل من 2.15 دولار يوميا، بينما تحتكر قلة ثرية لا تتجاوز 1100 شخص على ثروات البلاد.

ويعيش معظمهم في العاصمة كينشاسا؛ حيث التناقضات والعجائب بالرغم من أن اللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية لكن ما يفصل الناس هنا ليس اللغة بل الفرص؛ فالفقراء يعملون في المناجم لاستخراج الكوبالت والـلماس والنحاس بنسب تصل إلى 70% و20% و 1.6 مليون طن على الترتيب من إجمالي الإنتاج العالمي، مما يساهم بشكل كبير في اقتصاد سجل نموا بنسبه 6% عام 2022 أي حوالي 54.2 مليار دولار ومتوسط دخل لا يتجاوز 600 دولار سنويا، مما يبقيهم على قيد الحياة.

كيف يعيش الفقراء والأغنياء في الكونغو

بالرغم من ثرواتها الطبيعية الهائلة كأغنى دول العالم في الزراعة كالموز والكاكاو والبن بناتج محلي يبلغ 6.2 مليار دولار إلا أن البسطاء في الكونغو يعانون من قانون ضمني لم يتفقوا عليه لكن هذا هو المتاح.

ويتفقون في الكونغو على الإنتاجية، حتى وإن كانت على حساب السلامة فلا نهاية لأعداد الذين انهارت عليهم المحاجر أثناء التعدين ولا حساب للمتسبب فهم مجرد أرقام.

وبينما على الجهة الأخرى يعيش الأثرياء في مجتمع موازن تمامَا تفتح فيه الأبواب أمام قلة مختارة تدير شؤون الثروات وتعقد اجتماعات استشارية تحقق من خلالها مليارات الدولارات مثل شركات أكرا للتطوير العقاري ومناجم كازا في منطقه كاتانا التابعة مويس كاتومبيو، وهو أغنى رجل أعمال في الكونغو وصاحب الرقم 1170 في قائمة أغنى رجال العالم بثروة تقدر بـ 2.5 مليار دولار.

وبالإضافة للكثير من المشاريع العالمية مثل تعدين المعادن والاحتكارات العقارية والثروات العائلية التي تمتلكها بعض العائلات حكرا على غيرها، بينما يترك هؤلاء الباقون في دوامة الفقر

وفي الكونغو، يتم استغلال موارد طبيعية وبشرية بشكل غير عادل، بينما تستفيد الشركات العالمية من ثروات البلاد المعدنية، يعيش معظم السكان في فقر مدقع، والأطفال هم الأكثر تضررًا، حيث يجبرون على العمل في المناجم في ظروف مزرية، مما يحرمهم من طفولتهم ويضر بصحتهم. 

 وتتُركّز الثروة في الكونغو بأيدي قلة قليلة، حيث يحوّلون موارد البلاد إلى استثمارات ضخمة، تاركين الأغلبية في فقر مدقع. يعاني هؤلاء من نقص في التعليم والصحة، ويكافحون يوميًا لتوفير لقمة العيش، ورغم وفرة الموارد الطبيعية، فإن أغلب السكان يعيشون تحت خط الفقر، مما يعكس التفاوت الشديد في مستوى المعيشة.

ورغم الاستثمارات الحكومية الضخمة في البنية التحتية والزراعة، والتي أدت إلى نمو اقتصادي قوي بلغ 8.8% في عام 2023، فإن التفاوت الاجتماعي في الكونغو لا يزال مشكلة ملحة، فبينما تشهد البلاد نموًا اقتصاديًا، يعيش غالبية السكان في فقر مدقع، مما يكشف عن فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء.

اقرأ أيضا: من هم الأكراد وسبب عدم إقامة دولة لهم حتى الآن؟.. حقائق خفية تعرفها لأول مرة

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من