كيف تغيرت عبر العصور؟.. حقيقة الصور المنتشرة للمسيح عيسى بن مريم

كلما مر علينا اسم شخصية سواء دينية أو تاريخية أو دينية، فإنه يدور في الأذهان رسم صورة بسيطة للشخصية تعتمد على أفكارنا، فإن كانت شخصية محبوبة فإن وجداننا يكون صورة ذات ملامح طيبة ومرتبة وجميلة، وإن كانت غير محبوبة فإنه يرسم صورة قبيحة وقاسية.

حقيقة الصور المنتشرة للمسيح عيسى بن مريم وكيف تغيرت عبر الزمن؟

وضمن السطور التالية عبر موقع "صوت المجلة" نستعرض لكم التفاصيل حول الحقيقة وراء الصور المنتشرة للمسيح عيسى بن مريم وكيف تغيرت عبر الزمن

وفي مجتمعنا الذي يجمع بين الثقافة الإسلامية والمسيحية، نجد أنفسنا أمام مبدأين أساسيين، أولهما مبدأ إسلامي يحرم تصوير الأنبياء والرسل والكرام الكبار

وبين المبدأ الثاني، وهو المسيحي الذي لا يقيد ذلك وقد وردت أحاديث عن وصف المسيح عليه السلام فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بينما أنا نائمٌ رأيتني أطوفُ بالكعبةِ فإذا رجلٌ آدمُ سبطُ الشعرِ بينَ رجلينِ ينطِفُ رأسُه ماءً فقلت من هذا فقالوا ابنُ مريمَ فذهبت ألتفتُ فإذا رجلٌ أحمرُ جسيمٌ جعدُ الرأسِ أعورُ العينِ اليمنى كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ فقلت من هذا فقالوا الدجالُ أقربُ الناسِ به شبهًا ابنُ قَطَنٍ) رواه البخاري ومسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقيت موسى عليه السلام فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس) رواه البخاري ومسلم، والمعنى النقضود به أي كأنه لم يرى الشمس من صفائه وهدوئه وكان من شدة نظارته كأنه مغتسل للتو وكأن شعر رأسه نديا يقطر الماء.

من أين أتت صورة المسيح المنتشرة في كنائس العالم؟

وهنا يأتي التساؤل من أين أتت صورة المسيح المنتشرة في كنائس العالم؟، فبعد انتشار المسيحية بين عرقيات وأصول مختلفة من بني البشر بدأ كل قوم وأهل عرق يتخذون المسيح وكأنه واحد منهم، فمثلا صورة المسيح في كنائس أوروبا هي لرجل أبيض أزرق العينين بياضه شديد.

بينما صورته في كنائس مصر والشرق، فتحمل ملامح تميل للسمرة المصرية المعروفة، التي هي أقل درجة من الأبيض، أما شعوب افريقيا فجعلوه كمثل لبشرتهم.

وأما صورة المسيح الأصلية، التي استوحيت منها كل الصور المنتشرة، فتشير الروايات إلى أنها تعود إلى عصر (ابكاريوس ملك الرها)، الذي كان يعاني من أمراض عدة، فقد سمع عن عيسى عليه السلام وكيف يعالج المرضى، فارسل له يطلب منه أن يشفيه بإذن الله، وأن يمكنه من رؤيته، فدعا له عيسى وبعث له بمنديل وضعه على وجهه، فطبعت صورته عليه ومنها انتشرت صورة المسيح.

اقرأ أيضا: ما سبب ذكر مريم بنت عمران باسمها في القرآن الكريم عن سائر النساء؟ | قصة والدتها

وتعد صورة السيدة العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع واحدة من أشهر الصور الدينية في العالم. على مر العصور، تطورت هذه الصورة وتنوعت تفاصيلها الفنية، مستوحاة من الروايات الإنجيلية والتقاليد المسيحية. وقد نسب البعض هذه الصورة إلى القديس لوقا، إنجيلي المسيح، ولكن لا يوجد دليل تاريخي قاطع على ذلك. ومع ذلك، فإن هذه الرواية ساهمت في ترسيخ مكانة هذه الصورة في الوجدان المسيحي.

وفي الحقيقة، لا يوجد دليل تاريخي أو ديني يدعم صحة الصور، التي تزعم المسيحية أنها تصور المسيح عليه السلام وأمه، وهذه الصور هي نتاج خيال بشري مبني على اعتقادات لا أساس لها من الصحة.

وروى أبو داوود عن أبي هريره رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال (ليس بيني وبينه نبيٌّ يعنى عيسَى وإنَّه نازلٌ ، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجلٌ مربوعٌ ، إلى الحُمرةِ والبياضِ ، بين مُمصَّرتَيْن (ثوبين)، كأنَّ رأسَه يقطُرُ ، وإن لم يُصِبْه بَللٌ) صححه الالباني في صحيح ابي داوود

ومن هنا، فلا يوجد دليل واحد على أن تلك الصور التي بأيدي النصارى للمسيح وأمه عليهما السلام صورا حقيقية.