حصار فيينا 1529.. عندما تحدى السلطان سليمان القانوني قلاع أوروبا

في عام 1529، قاد السلطان سليمان القانوني إحدى أبرز الحملات العسكرية في التاريخ العثماني، مستهدفًا العاصمة النمساوية فيينا. جاء هذا الحصار ردًا على تهديدات الملك فرديناند، حيث جهز السلطان جيشًا ضخمًا قوامه 100,000 مقاتل.

ورغم الأمطار الغزيرة التي حولت الأرض إلى طين، قرر السلطان التقدم، لتبدأ واحدة من أهم المواجهات بين الشرق والغرب، وفيما يلي، يستعرض لكم صوت المجلة سبب فشل حصار فيينا.

تفاصيل الحصار والمعركة


انطلق الحصار في 7 سبتمبر 1529، حيث وصلت القوات العثمانية إلى أسوار فيينا، التي كان يدافع عنها 1,000 جندي فقط بقيادة نيكولاس صالم، في ظل غياب الملك فرديناند الذي فر إلى مناطق أكثر أمانًا، وعلى الرغم من التفوق العددي للعثمانيين، واجهوا مقاومة شرسة من الحامية النمساوية.

واستخدم الجيش العثماني المدافع في محاولة لاختراق أسوار فيينا، لكنه لم يحقق التأثير المطلوب، ولجأ السلطان إلى خطة حفر الأنفاق تحت الأسوار، لكن يقظة المدافعين حالت دون نجاحها.

عوامل الفشل وسحب القوات


ساهمت الظروف القاسية، مثل الطقس السيئ وغياب الإمدادات، في إضعاف الجيش العثماني، ومع استمرار الدفاع الصلب من قبل القوات النمساوية، قرر السلطان سليمان القانوني فك الحصار وسحب قواته.

وواجهت الإمبراطورية تهديدات أخرى من الصفويين في بغداد، ما دفع السلطان إلى العودة لإعادة تجهيز قواته.

وبلغت خسائر الجيش العثماني حوالي 15,000 جندي، إلا أن الحملة أسفرت عن استعادة السيطرة على المجر وفرض وجود عثماني قوي في أوروبا.

إرث حصار فيينا


رغم فشل دخول فيينا، يبقى حصار 1529 علامة فارقة في التاريخ العثماني، حيث أظهر السلطان سليمان قوة الإمبراطورية وتصميمها على مواجهة التحديات، ليضيف فصلًا جديدًا إلى سجل البطولات العثمانية في أوروبا.

اقرأ أيضًا..

من هو النبي الذي قتله قومه بالمنشار داخل شجرة وكيف دلهم إبليس على مكانه؟

قبل 1400 عام.. 5 خصال حذّرنا منها النبي تحدث في عصرنا الحالي

نهاية مأسوية.. كيف أسقطت الدولة العثمانية طومان باي آخر سلاطين المماليك؟

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من