قصة البحار جيمس كوك.. من اكتشاف أستراليا إلى النهاية المآساوية

تعتبر قصة البحار جيمس كوك، واحدة من القصص المخلدة في التاريخ، إذا هو أول من رسم خريطة المحيط الهادي، وقام برحلات شكلت تاريخ البشرية، ألا أن البشر قد انقسموا حوله، فيُنظر له في بريطانيا كمستشار شهير قام بمهام وطنية لخدمة بلاده، لكنه بالنسبة للشعوب الأصلية التي اكتشفها، يعد غازيًا ومستعمرًا؛ لذا سنقدم لكم عبر موقع"صوت المجلة"، تفاصيل حياة جيمس كوك مكتشف أستراليا من البداية إلى النهاية المآساوية.

 

قصة البحار جيمس كوك مكتشف أستراليا

لم يكن البشر يعرفون الكثير حول ما هو موجود جنوب القارة الآسيوية، وغرب المحيط الهادي بالتحديد حتى القرون الوسطى، فكان العديد من البحارة يفشلون في استكشاف المياه، وهو ما دفع جيمس كوك مكتشف أستراليا، للمخاطرة والإبحار بعرض البحر، بحثًا عن هذه القارة الأسطورية، لينجح في تخليد اسمه بالتاريخ في النهاية.

ولد جيمس كوك في الـ 7 من أكتوبر عام 1700 في قرية مارتن بإنجلترا، وهو ابن مزارع إسكتلندي، وتكفل الرجل الذي كان يعمل والد كوك عنده بتدريسه حتى بلوغه سن المراهقة، وأثناء التدريب المهني في قرية ساحلية عرض عليه مالك سفينة التدريب ضمن طاقمه، وأثبتت التجارب أنه مستكشف مستقبلي وبحار شجاع، ومن هنا أصبح دائم الاتصال بالمحيطات والسفن.

عمل جيمس كوك ضمن طواقم السفن والمتدربين بتجهيز السفن وترميمها خلال أقصى شهور الشتاء، فعاش تلك الفترة على الشاطئ لتعلم فنون الملاحة ورسم الخرائط في زمن كانت فيه الاستكشافات الجغرافية أحد أهم المظاهر على المستوى الأوروبي، فحتى منتصف القرن الثامن لم تكن أوروبا تعلم سوى الشئ البسيط عن جنوب المحيط الهادي، وكان الكثير من الناس يعتقدون بوجود كتلة ضخمة من اليابسة هناك متمثلة في القارة الجنوبية.

وانطلق البحار جيمس كوك عام 1768 في ثلاث رحلات من أجل معرفة المزيد، فكان قائد السفينة التي تحمل البعثة العلمية إلى جزيرة تاهيتي، ومعه مجموعة من العلماء، وذلك بحثًا عن قارة أستراليا، التي زعم الجغرافيين أنها تختبئ في الجنوب، ولكن مهمته باءت بالفشل، ولكنه لم يستسلم أبدًا، ففي عام 1772، شد الرحال مجددًا شرقًا وجنوبًا بين رأس الرجاء الصالح ونيوزيلندا وعبر الدائرة القطبية الجنوبية، فاستكشف العديد من الجُزر.

اقرأ أيضًا.. دعا للتوحيد وقيل إنه نبي.. إبراهيم بدر يكشف أسرار لأول مرة عن الملك أخناتون زوج الملكة نفرتيتي

ثم قام في رحلته الثالثة بالطواف حول رأس الرجاء الصالح، ومعه سفينتين، ووقع على أعظم كشوفه وهي جزيرة هواي، وأخيرًا توفي جيمس كوك عام 1779 خلال هذه الرحلة بسبب شجار مع سكان هواي، لتنتهي حياة البحار الأعظم، الذي ترك من بعده أسس رعاية طاقم السفينة، ووضع خرائط دقيقة لكثير من العالم، وفتح المجال أمام استعمار إنجلترا لأستراليا ونيوزيلندا، كما أنه ساهم في استكشاف القطب الجنوبي، ومن بعده شمال غربي القارة الأمريكية، تاركًا إنجازات حية في ذاكرة التاريخ.

العلامات

موضوعات ذات صلة

تعليق / الرد_من